إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحفلات الإجتماعية اواخر أربعينات، وخمسينات القرن الماضي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2015-06-11

إقرأ ايضاً


نعلم أن منفذية للسيدات كانت أنشئت في أواخر اربعينات القرن الماضي وأن من أعمالها تنظيم حلقات إجتماعية كانت تعقد في منازل للرفقاء ويحضر سعاده والأمينة الأولى معظمها.

ونعلم أيضاً ان الرفيقة فايزة معلوف(1) تولت مسؤولية المنفذة العامة، ولم يتولاها غيرها من الرفيقات. كما لم تنشأ منفذية أخرى للسيدات بعد العام 1949.

هنا تعريف عن تلك الحفلات

أوردت مجموعة النشرة الرسمية في عدد شهر شباط عام 1949 ما يلي:

" بدأ عقد هذه الحفلات في 7 نوفمبر(2) 1948، وما زال مستمراً. وقد كانت اخر حفلة في 13 فبراير 1949. وهذه الحفلات تمتاز بأنها قد عملت على تحقيق النظرية الحزبية في إيجاد التآخي والجو القوميين الإجتماعيين. وبرنامج الحفلات الدائم هو خطبة يلقيها احد الرفقاء ثم تُنشد أناشيد وأغاني قومية إجتماعية، ثم يتناول المدعوون الشاي وبعد ذلك يجري باب الأسئلة والأجوبة حول قضايا الساعة وعلاقة ذلك بالحركة القومية الإجتماعية.

" وقد تكلم في هذه الحفلات الإجتماعية على التوالي منفذ عام بيروت(3)، الأمين قبرصي، الأمين عبد المسيح، عميد المالية، وكيل عميد الإذاعة، حضرة الزعيم، الأمين عبد المسيح مرة ثانية، الأمين قبرصي مرة ثانية، عميد الداخلية، الأمين عبد المسيح مرة ثالثة، ناموس عمدة الثقافة، الرفيق المحامي إميل نجم، وكيل عميد الاذاعة، الرفيق المحامي فريد الزغبي، ناموس عمدة الإذاعة، الأمين أنيس فاخوري(4).

" وقد إحتفلت المنفذية في حفلتين من هذه الحفلات بمناسبتي 16 نوفمبر و 21 نوفمبر. كما سوف تشترك منفذية السيدات مع منفذية بيروت العامة ومنفذية الطلبة العامة بحفلة أول مارس في 27 فبراير.

" ان إدارة المجموعة الرسمية كانت تتمنى لو قيّض لها أن تنشر خطب معظم الرفقاء ولكن معظمهم كان يلقي كلماته مرتجلاً، لذلك هي تنبّه منفذية السيدات العامة الى ان المطلوب منها في كل حفلة ان تسجل وقائع الإجتماع وان تطلب من الخطيب نسخة من خطابه قبل إلقائه، كما انها تطلب ما أمكن في حوزته من نسخ الخطب السابقة ليصار الى نشرها في الإعداد المقبلة " .

*

عن تلك الحلقات الإجتماعية كتب الأمينان جبران جريج، وعبدالله قبرصي، ونشر عنها الأمين غسان عز الدين في "حوار مع الذاكرة"، كما اوردت عنها نشرات رسمية عدة. فيها يتوضح كيف كان يتعاطى سعاده مع رفقائه، ونظرته الى الرقص والموسيقى، وكيف كان يوجه رفقاءه الى أخطائهم بحرص المهتم على بنائهم قومياً إجتماعياً.

*

يتحدث الأمين عبدالله قبرصي في الصفحة 215 في الجزء الثاني من "عبدالله قبرصي يتذكر" عن الحلقات الإجتماعية، (كما كان يدعوها في كتاباته): " أصابت الرفيقة الدكتورة فايزة معلوف أنتيبا عصفورين بحجر واحد عندما ابتكرت فكرة الحلقات الاجتماعية. اذا لم تكن هي التي ابتكرتها فهي التي نفذتها وسهرت على نجاحها مع الرفيقات والرفقاء المتطوعين.

العصفوران كانا اولاً: تعويد الرفقاء والرفيقات على الإختلاط والتعايش (رغم اننا لا نحب هذه الكلمة) على مستوى رفيع من العلاقات الرفاقية، وإعطاؤهم فرصة للترفيه عن النفس من جهة، والإستفادة فكرياً وعلمياً من جهة أخرى.

وثانياً: إستيفاء ليرة سورية من كل رفيق او رفيقة او ضيف محبذ او مناصر، تخصص لتسديد نفقات بيت الزعيم(5).

" كانت هذه الحلقات تعقد يوم الأحد بعد الظهر، نبلّغ في ختامها عن مكان انعقادها في الاسبوع التالي، وقد بدأت في بيت الامين جبران جريج، سنة 1948 دون ان استطيع تحديد الشهر بالضبط.

كان برنامج هذه الحلقات- وكان يحضرها في اكثر الأحيان سعاده والأمينة الأولى وصفية واليسار- تقديم ضيافة رمزية، كوب من الشاي او الليموناضة مع قطعة حلوى من صنع الرفيقات.

بعد الضيافة، كنا ننتقل الى النكات او الحكايات المضحكة، او يمثل لنا بعض الرفقاء تمثيلية هزلية. وكان يتبارى في هذا المضمار شلة من الأذكياء لا يتركون لنا مجالاً للتنفس لكثرة ما كانوا يلقون من سلالهم وحقائبهم ظرفاً وهزلاً راقياً.

ويأتي دور الجغرافيا والتاريخ ... اعرف بلادك.

ثم دور المناظرات والحوار، يقودها من الحضور من يوكل إليه الزعيم قيادتها، في حال أنه هو كان غير راغب، او كان تعباً.

ومن بعد، تأتي الخطب والقصائد.

وأخيراً حلقات الرقص على إيقاع الموسيقى المسجلة...

من هذه الحلقات، ثلاث لا تبرح ذاكرتي:

1- في بيت الأمين جريج – في رأس بيروت – ملك يموت

2- في بيت الرفيق عضاضة(6) الأشرفية.

3- في بيت آل نصرالله(7) في حدث بيروت. اننا لا يجوز ان ننسى كم قدمت هذه العائلة العزيزة من خدمات وتقديمات الى دار الزعامة. وهي العائلة القومية التي سجلت بإسمه قطعة ارض تتسع لبناء دارة في الحدث.

*

الحلقة الأولى: في بيت الأمين جريج

عن الحفلة في منزل الأمين جبران جريج اوردت جريدة "الجيل الجديد" في عددها بتاريخ 15 آيار 1949، ما يلي:

" تقيم منفذية السيدات العامة التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي، منذ ما يقارب السنة الكاملة، حفلات دورية اسبوعية، بعد ظهر كل أحد في منزل أحد الرفقاء القوميين الاجتماعيين، يجتمع فيها القوميون الاجتماعيون وأصدقاؤهم والمهتمون بالنشاط القومي الاجتماعي من بيروت وخارج بيروت، وتقوم على إدارة هذه الحفلات وتقدمها الرفيقة فايزة معلوف أنتيبا، المنفذة العامة، يعاونها فريق من القوميات الاجتماعيات فتميزت هذه الحفلة بالذوق والتنظيم المعروفين.

وبالنظر الى أهمية هذه الحفلات تفرد لها "الجيل الجديد" حقلاً خاصاً، وفي ما يلي ريبورتاج الحفلة التي أقيمت نهار الأحد المنصرم في 15 مايو في منزل منفذ عام بيروت جبران جريج.

" منذ الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر الأحد بدأ الرفقاء القوميون الاجتماعيون والرفيقات يتوافدون على منزل منفذ عام بيروت، مكان حفلة منفذية السيدات، وما أزفت الساعة الرابعة حتى غصّ المنزل بالحضور. في الموعد المعين إفتتحت حضرة المنفذة العامة الحفلة رسمياً، وأنشد النشيد القومي الاجتماعي على أنغام الموسيقى يعزفها الرفيق النشيط زكي ناصيف. وجاء دور الخطباء فتكلموا حول قضية فلسطين بمناسبة 15 مايو، تاريخ دخول الجيوش السورية والعربية الى فلسطين وحول ما انتهت إليه قضية فلسطين.

كلمة الرفيق خليل الحلبي

وأعطيت الكلمة لخطباء الحفلة فتكلم الرفيق خليل سعيد الحلبي(8) فتوسع في الإشارة لخدمة النهضة القومية الاجتماعية للأمة منتقلاً الى مركز المرأة في النهضة مشدداً على صفتها وحقوقها كمواطنة وكعضو حيوي في المجتمع القومي مندداً بمن يسيئون معاملته والمتجاوزين على رسالته.

وقد أسهب المتكلم في وصف مرض الأمة، التي غدت لكثرة مرضاها وكأنها مستشفى، وفي تمجيد الطبيب الذي بيده وحده إنقاذ هذه المريضة وبالتنديد بالشركات السياسية والاحتكارات النفعية التي تقف دون معالجة الأمة من أمراضها.

كلمة ناموس الإذاعة

وتلاه ناموس عمدة الاذاعة(9) بكلمة كان لها الوقع الحسن والأثر المنشود صدّرها بكلمة الزعيم: " الفوضى لا تغلب بالفوضى ولكن بالنظام، ولا يغلب النظام إلا بنظام أقوى منه " وإستطرد الى القول: في هذا اليوم 15 مايو يقف غيرنا باكياً، أما نحن القوميين الإجتماعيين فنردد كلمة الزعيم: " ليس من العار أن نُنكب ولكن العار ان تحولنا النكبات من رجال أقوياء الى رجال ضعفاء"، وجاء في كلمته على ناحية قومية هامة فقال:

" ان الجندي الذي يحارب بعقيدة لا بد أن يتغلب على الموت، مشيراً الى نوع الحرب في فلسطين التي دخلتها الحكومات العربية بلا عقيدة ولا غاية.

نحن نواجه 15 مايو بحزب عقائدي لا قيمة فيه للمكانة التراكمية الطائفية، هذا الحزب هو نواة جيش الإنقاذ الذي سيبيد 15 مايو من سجل التاريخ.

نحن القوميين الإجتماعيين نواجه الهزيمة لنغسل عارها بدمائنا.

أيها الرفقاء، عليكم في هذا اليوم ان تجددوا العزم والنشاط وأن تذكروا دوماً إننا مقيدين بتلك الهدنات وبقول سعاده: "ان الصراع هو امتحان العقائد وامتحان النفوس!"

وبعد هذه الكلمة اختتم الإجتماع بالنشيد القومي الاجتماعي.

*

الحفلة الثانية في دار عضاضة ( الأشرفية)


يروي الأمين عبدالله قبرصي في الصفحة 220 (الجزء الثاني من "عبدالله قبرصي يتذكر") التالي:

في هذه الحلقة، جرت مناظرة بيني وبين الحضور حول عقوبة الإعدام، إبقاؤها ام إلغاؤها. مناظري كان الرفيق رفيق معلوف الذي اصبح في ما بعد صحافياً كبيراً.

كانت وجهة نظري جافة وشرسة اذ قلت: في وضع لبنان الحالي( سنة 1948) من يطالب بإلغاء عقوبة الإعدام يستحق الإعدام.

وجاء دور الشعر فألقى احد كبار شعراء نهضتنا القومية الاجتماعية محمد يوسف حمود قصيدة من كتابه "في زورق الحياة" ( مجموعته الشعرية التي كانت قد ظهرت حديثاً) فصفقنا لها طويلاً، ثم ألقى رفيقنا محي الدين الفيل- الذي كان مدرساً – قصيدة حماسية شعبية فيها حرارة الإيمان وصدقه وصوته العالي.

" في أحد آخر من آحاد حلقاتنا الإجتماعية سهرنا في دار آل فاخوري(10) حتى ساعة متأخرة، وكنا عائدين بسيارة تاكسي، انا الى جانب السائق، والزعيم بين زوجتي وزوجته. وصلنا الى حيث بنايات العازارية حالياً، فاستوقفتنا دورية شرطة، وكنت أهم انا بإبراز هويتي، فناداهم سعاده من المقاعد الخلفية قائلاً: هنا انطون سعاده، فذهل الشرطيان وطلبا من السائق ان ينير داخل السيارة قائلين: دخيلك ضوّي تنتبرك بطلعة الزعيم".

كان اسم المعلم ينزل في أسماع الناس وضمائرها منزلة البطل القومي المنقذ.

*

الحفلة الثالثة في دار آل نصر الله – الحدث، بيروت

يتابع الأمين قبرصي الحديث عن الحفلات الاجتماعية، في الصفحات 221-223 من الجزء الثاني من مذكراته، يقول: " بعد انقلاب حسني الزعيم، في 30 آذار 1949، إرتأى سعاده بالإتفاق مع القيادة ان ينزوي بعض الوقت للتأمل والترقب.

لم نشأ ان نزعجه في خلوته فإصطبرنا الى ان انقضى اسبوع كامل.

ففي يوم الأحد في السابع من نيسان، ولكي لا ألفت الأنظار إستأجرت سيارة وقصدت "الحدث" مع عائلتي بكاملها. ما ان جاورت المنزل، حتى سمعت مثل الخطابة. كان الرفقاء قد حولوا اللقاء مع سعاده الى شبه مهرجان، او حلقة إجتماعية.

توجهت وعائلتي الى حيث كان جمهور الرفيقات والرفقاء يملاؤن الباحة، وفجأة أسمع صوت الرفيقة فايزة معلوف أنتيبا – عريفة الاحتفال- تقول: والان الكلمة للأمين عبدالله قبرصي:

طلبت من واحد من الحضور ان يساعدني على خلع معطفي، لأقنص فكرة ما، فساعدني. ووقفت وراء المذياع واستهليت كلمتي هكذا:

" لقد قرأتم او سمعتم عن انقلاب حسني الزعيم في الشام. الحق أقول لكم ان كل انقلاب لا يسبقه انقلاب نفسي وتجديد في النظرة الى الحياة والسياسة والمصالح القومية، إنقلاب زائل. الانقلاب الحقيقي هو الذي يبدأ بمعالجة الأمراض والمفاسد التي تتآكل الأمة، وبالبناء النفسي والعقائدي الصحيح للشعب، كما نفعل نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي".

وأكملت من هذا المنطلق.

وعندما بلغت الخاتمة، توجهت لعريفة الاحتفال قائلاً:

" تدعينني للكلام والزعيم بيننا ؟ عندما يكون الزعيم بيننا، الزعيم وحده يتكلم.

تكلم يا زعيمي ! ..."

فعلا الهتاف والتصفيق .. يريد الحضور ان يستمعوا الى سعاده.

فوقف وألقى خطاباً دونّه الأمين يومذاك ابراهيم يموت ونشر في جريدة "البناء" في أحد أعدادها سنة 1958 او 1959..

ومما قال: " الطغيان يلد الطغيان والمفاسد تلد المفاسد. لا بأس ان نكون طغاة على الطغيان وطغاة على المفاسد!

قد لا تكون هذه الكلمات هي ذاتها بالضبط ولكن الفكرة المركزية هي تلك.

وانتهى الاحتفال وودعنا سعاده وانصرفنا.

لم يكن وداعه لي طبيعياً رغم ما وجه إليّ من عبارات الثناء. ودعني وهو يشد على يدي ويهز رأسه..

قلت لزوجتي وانا ادخل السيارة : لن يمر هذا اليوم بسلام!

كنا نقيم في شارع الحمراء، قرب الكبوشية، في ملك جوزيف الهندي. وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة ليلاً عندما هممت بخلع ملابسي لآوي الى النوم. فإذا بالباب يطرق. كان هنالك الرفيق فوزي معلوف(12) وكانت معه رسالة مكتوبة على الآلة الكاتبة. سلمني إياها وانصرف.

كانت الرسالة من الزعيم وقد جاء فيها: لقد إرتكبت في خطابك هذا المساء خطأين:

الأول: كيف يجوز لك، وانت رئيس الشعبة السياسية، ان تعلن موقفا من انقلاب حسني الزعيم، قبل التدارس مع اعضاء الشعبة ورفع توصياتكم إلي؟

الخطأ الثاني: كيف يجوز لك أن تقول ان الزعيم عندما يكون بيننا، وحده يتكلم. ألا تعرف ان هذه النهضة غنية بالطاقات والخطباء والمفكرين غير الزعيم؟

الحقيقة ان الارتجال لا يؤمن له جانب، لقد اعلنت موقفاً معارضاً للإنقلاب، قبل درس الوضع من جميع جوانبه. كما أنني تسرعت إذ ألزمت سعاده بالكلام، كما تسرعت بالقول انه متى كان بيننا وحده يجب ان يتكلم، كأنما الغيت كل المواهب والقدرات المتوافرة في الحزب !...(يمكن مرافقة رسالة الزعيم اليّ في مجموعة رسائله)

لنلاحظ ملاحظتين:

1. ان سعاده أثنى عليّ وهو يستجيب لندائي .

2. انه ما وجه لي انتقاداً علنياً، بل كتب رسالة خاصة لم يسمح لأكثر من ناموسه الاطلاع عليها.

هكذا كان يراقب تصرفاتنا ومواقفنا، ويصوّبها بالتي هي أحسن، بروح الأبوة لا بالغضب ولا بالتقريع ولا بالازورار.

الله كم نحترق ونحن نذكره !

الله كم يجب على قادتنا ان يتخذوه قدوة ومثالاً، عندما يعارضهم معارض، أو يخطئ قومي اية خطيئة او أي خطأ..

*

وعن الحفلة في منزل آل نصرالله، ننقل عن " الجيل الجديد" بعض ما اوردته في عددها 14 آيار 1949.

في الحدث... حدث...

اجل، حدث جرى في الحدث يوم الأحد 22 مايو 1949...

... حضرة الزعيم يلبي دعوة منفذية السيدات لحفلتها الأسبوعية الدورية المعتادة وكما وعدنا القراء في الأسبوع الماضي، لم يتأخر مندوبنا عن اللحاق بالقوميين والقوميات الذين كانوا قد إجتمعوا في بيت الرفيق رجا نصرالله الواقع عند آخر هذه القرية الوادعة، تحوطها شجيرات الزيتون والتي تشرف على البحر السوري الكبير.

صوت جهوري يهتف أن استعدوا ... فيستقيم الجمع الجالس تحت قبة السماء الزرقاء لا تحول دونه وبلوغها إلا العرائش الخضراء التي نسقتها أيدي الرفيق رجا نصرالله ورعتها يد العناية والطبيعة حتى نمت وامتدت وريقاتها وأغصانها وما أينعت عناقيدها بعد فظللت القوميين والقوميات من شمس مايو الحارة المنيرة.

... سلام ... خذ

المنفذة الرفيقة فايزة معلوف أنتيبا تفتتح الحفلة على أثر انتهاء النشيد وتقدم الرفيق كمال نفاع في كلمة جاء فيها على ذكر التفكير النيو رجعي ووصفه بأنه تفكير لا فلسفي بل تفكير تمني وهو يحوّر الحقائق والامور حتى تتلاءم مع أماني الأفراد والأشخاص .

وحث الخطيب القوميين الاجتماعيين على الاعتماد على أنفسهم مؤكداً لهم أن الطريق التي يسلكون هي طريق الخلاص الوحيدة وهي السبيل للوصول الى ذرى المجد والفخار.

وعلى الآثر أعلنت المنفذة ان حضرة الأمين عجاج المهتار سيلقي بعضاً من أزجاله الرائعة، فوقف الشاعر القومي بين التصفيق الحاد وأجاد ما شاءت له العبقرية أن يجيد.

وما إن إنتهى حتى عقبه الأمين جورج عبد المسيح، وبعد ذلك تعالى صوت جميل، أخرجته حنجرة وأوتار إختلجت بكهرباء إيمان قومي عتيد فجعل القوميين والقوميات يطربون عزة وفخاراً لما تضمنته الكلمات التي صبّت في قالب موال أبو الزلف من معان سامية(13).

وما إن بلغت الساعة السادسة حتى كانت المنفذة قد أعلنت انتهاء هذه الحفلة الجميلة فوقف الجميع من حول الزعيم ينشدون نشيد الختام وغادر القوميون الاجتماعيون مكان الاجتماع زرافات ووحدانا على أن يعودوا الى حفلة ثانية تقام يوم الأحد المقبل في برج البراجنة في بيت الرفيق خليل سباعي.

*

سعاده بعين وقلب وعقل الامينة هيام نصرالله محسن.

سجل الرفيق سامي الخوري ايليا برباري لحضرة الامينة هيام، الكلمة التالية:

"فرح كبير يغمر بيتنا كلما ابدى سعاده رغبته في الاقامة لبضعة ايام في ضيافتنا. كنا نبتهج: والدي اسكندر ووالدتي نزهة واخي الرفيق رجا وانا. كنا نجد في قدومه تكريماً للعائلة. لم يكن ليزعجنا ولا يزعجه ان بيتنا غير مستوفٍ الشروط الحديثة. فيتأقلم معنا في اسلوب حياتنا ولا يشعرنا البتّة انه منزعج في امرٍ ما.

نلمس صباحاً الحبور على وجهه حين يتوجه الى الشرفة ليأخذ كوب العصير وهو يدندن بعض الالحان التي يحبها.

يجلس نهاراً الى طاولة وضعناها له تحت اشجار اللوز المزهرة والمتعانقة، بناءاً على طلبه حيث ينفرد للكتابة. يستقبل عائلته نهار الاحد بشوق الاب والزوج وبكل ما يحمل من عاطفة ويتفرّغ ليلاعب بناته وليتنزه وزوجته التي كان يطلعها على ما يستجد معه عن حالته النفسية والصحية. (بيتنا تلة وسط بساتين الليمون والزيتون واشجار اللوز والعناب والتين والعنب وبحر من الزهور، ولكن بحضوره البسّام، كأن سعاده الطبيعة كلها.

كان ينام حضرة الزعيم في اول غرفة على اليمين، ويوجد (جاط) يغسل الزعيم وجهه فوقه (ما زال موجوداً حتى الآن).

وتضيف الامينة هيام ان والدها اسكندر المعروف بعلاقته بالكنيسة، حين تعرّف على الزعيم نسي الكنيسة كما ان الامين محمد يوسف حمود والرفيق سعيد تقي الدين زارا منزل اسكندر نصرالله بعد الاستشهاد وجالا في المنزل والحديقة حيث نام وجلس حضرة الزعيم.

قبل شهرين من الاستشهاد كانت اجتماعات سعاده لا توحي بأنه كان يهيء للثورة. يزور القوميين الاجتماعيين في بيوتهم ويتعرف الى عائلاتهم ويقسّم اليمين في بيتنا لعدد من المواطنين بينهم الرفيق الصحافي جبران حايك.

كان يستقبل المواطنين المقبلين على الدعوة ويشرح مبادئها. كان ممتلىْ اليقين بدعوته والمقبلين عليها، فهو حيثما حلّ يجد التجاوب مع دعوته وقد انفتحت الافاق امام تعاليمه. اذكر اننا لم نلحظ على سعاده اي تغيير في اهتماماته او لياقته اثناء استضافتنا له في بيتنا في الحدث.

في آخر زيارة قام بها الى الحدث في اوائل شهر نيسان وقد مكث لاكثر من اسبوع عندنا بُعيد انقلاب حسني الزعيم في الشام، ذكر انه يريد ان يوفر لنفسه وقتاً لكتابة (نشوء الامة السورية) وهو الكتاب الذي صودرت مسودته الاولى في سجن الرمل اواسط الثلاثينات.

*

عندما انهيت النبذة عن الحفلات الاجتماعية في منزل آل نصر الله في الحدث، رغبتُ ان تطلع عليها الامينة هيام محسن، لما لها من معرفة بها، ومشاركة في العديد منها. فكتبت لنا ما يلي:

" كان لسعاده زيارات عديدة لبلدة الحدث حيث مديرية فاعلة وناشطة. وكان لمنزل والدي اسكندر ونزها نصرالله وأخي الرفيق رجا وأنا هيام، النصيب الاكبر في هذه الزيارات، فإضافة الى العلاقة الطيّبة التي ربطت سعاده بنا كعائلة، فإن الموقع بجغرافيته وحديقته الواسعة وأشجار اللوز والأكي دنيا وغيرها جعلت منه مكاناً يمكن حمايته أمنيّاً لاستقبال سعاده.

كانت زيارات سعاده الى الحدث متنوعة الاهداف، فمنها ما كان تلبية لدعوات نشاط حزبي ومنها ما كان زيارة استراحة تدوم ليومين او ثلاثة. في احدى المرات، وبعد انقلاب حسني الزعيم في الشام، دامت زيارة سعاده الى منزلنا اسبوعاً كاملاً، إذ كان متوّعك الصحة واراد الاستراحة والتأمل والتفكير في تطورات الاحداث بعيداً عن ضغط الانشغالات اليومية.

اذكر ان احدى هذه الزيارات أتت تلبية لدعوة منفذيّة السيدات الى حفل اجتماعي ثقافي يقام في منزلنا، إذ كانت تنظّم المنفذية في كل أحد لقاء في مكان ما. من الصباح الباكر انهمكت الوالدة نزها بتحضير لوازم التبولّة وغيرها من انواع الضيافة، واستعدّينا لاستقبال عشرات القوميين والقوميات التائقين الى ملاقاة الزعيم. كان سعاده قد امضى يومين في منزلنا وأشرق اليوم الثالث على الموعد المرتقب.

وصلت الامينة الاولى بسيارة الرفيق إدغار عبّود مع صغيرتيها صفية واليسار، وما إن أطللن حتى فتح سعاده ذراعيه جناحين ممدودين لاستقبالهن بحنوّه المعهود وقبلاته.

منذ الثانية بعد الظهر بدأ القوميون والقوميات بالتوافد، ومنهم من كان يحضر من مناطق في لبنان، او من الشام والاردن وفلسطين. وحضرت المنفذة العامة الرفيقة فائزة معلوف انتيبا. اصطف القوميون وأخذوا التحية الرسمية، واذكر من رفقاء مديرية الحدث: داوود برباري، عادل الشويري، رجا نصرالله، ميشال الحاج، إميل الحاج، وتوفيق ابو خليل وغيرهم، ثم بدأ سعاده بمصافحتهم واحداً واحداً وأخذ مكانه في وسط القاعة.

بدأ البرنامج، وشارك سعاده في جميع النشاطات والالعاب الترفيهية، وهو جالس بين القوميين والقوميات ببساطة وتواضع، لا بل كان التواضع ذاته. كان بحضوره المميز يضفي على الاجواء مزيداً من الفرح والانتعاش، فالقوميون توّاقون لرؤية سعاده خارج الاجواء الرسمية، وفي مثل هذه اللقاءات كان يُتاح لهم التعرّف الى سعاده الاب والزوج والصديق.

اما لجهة اصداء مجيء سعاده الى الحدث، فكانت التكتلات الحزبية تستنفر لمجرد سماعها بقدوم سعاده، وخاصة الكتائبيون والشيوعيون، اذ كانوا يرون في هذا الحدث الفريد تحدياً مباشراً لهم فيرسلون اعوانهم الى محيط بيتنا يستكشفون ما يجري، فيما كان القوميون الاجتماعيون ينتشرون في الحديقة الواسعة وبين الاشجار.

في نهاية الحفل، تعلن الرفيقة فائزة انتهاء الحفل، وبمثل ما استقبلوه بها، يودّع القوميون سعاده بالتحية الحزبية، واعدين انفسهم بلقاء آخر في أحد قادم.

اذكر ان الرفيق زكي ناصيف كان يحضر هذه اللقاءات. وفي إحدى المرات إنتحى سعاده بزكي جانباً على الشرفة الغربية للبيت، المطلّة على بحر من اشجار الزيتون وخلفها المطار فالمدى الازرق، وتحدث إليه ونصحه بأن تكون أغانيه فرحة وتحكي الحب والقرية والطبيعة، بحسب ما اخبرنا الرفيق زكي. وأما النصيحة فأسست للنهج الجديد الذي ابتدعه زكي فنياّ.

واذكر ان الزعيم طلب من زكي ان يغني أغنية "انطونيو فرغاس" المحببة الى قلبه، فأنشدها زكي باللغة الإسبانية، وأتبعها باغان اخرى إسبانية وإيطالية. ولطالما حركت ثقافة سعاده الواسعة اجواء اللقاءات الاجتماعية وأغنتها.

*

بـرج البـراجــنـــة

ينقل الأمين غسان عز الدين في الصفحات 53-55 من الجزء الثالث من مجلده "حوار مع الذاكرة" ما كانت أوردته جريدة "الجيل الجديد" في عددها 4 حزيران 1949، عن حفلة منفذية السيدات التي أقيمت في منزل الرفيق خليل سباعي في برج البراجنة(14)، إخترنا منها المقاطع التالية:

" بعدما أنشد الجميع النشيد القومي الاجتماعي وأعلنت المنفذة الرفيقة فايزة معلوف افتتاح الاجتماع، وقف الرفيق توفيق إيراني مرتجلاً كلمة حماسية قوية هزت المشاعر مذكراً بيوم 15 مايو 1948 وبفلسطين، وسارداً على القوميين الاجتماعيين كيف قضى ذلك اليوم في عاصمة شرق الأردن عمان وما أن أخذ يسترسل بكلمته حتى وجدت القوميين في الداخل وفي الخارج قد انتبهوا الى أن زعيمهم قد وصلت سيارته وأنه قد ترجل منها وها هو يسير نحو الباب بين صفين منتظمين من القوميين الاجتماعيين وقد أدوا له التحية.

وصول الزعيم

ودخل الزعيم الدار واتجه نحو المكان المعد لجلوسه وبعد أن كان الرفيق توفيق إيراني قد توقف عن الكلام بإنتظار وصول الزعيم، تابع كلامه مندداً بروح المفاوضة والمساومة في قضية قومية كقضية فلسطين، وتوجه الى حضرة الزعيم: " أيها الزعيم، لو لم أكن قومياً إجتماعياً لما وقفت هذا الموقف ولما كنت أقدر ان أعلن أن الموت يهون في سبيل سورية وسعاده وفي سبيل المحافظة على كيان وطننا الحر الأبيّ ".

كلمة الرفيق حايك

وألقى الرفيق جبران حايك(15) كلمة مخلصة استعرض فيها الاختبارات التي إجتازها، قبل دخوله صفوف الحركة القومية الاجتماعية، في التشكيلات الدينية والتيارات العروبية الوهمية ثم كيف أصبح سورياً قومياً إجتماعياً.

" كنت سبباً لتهرب الكثيرين من الحزب السوري القومي الاجتماعي فكنت إذا شاهدت أحدهم يتحدث الى القوميين، أنبهه الى الخطر وأحذره من دخول الحزب، ووجد الكثيرون في إنتمائي الى النجادة حجة يتذرعون بها، بأنه يمكن إلغاء الطائفية في غير الحزب السوري القومي الاجتماعي وكانوا يقولون: ها هو فلان مسيحي قد دخل النجادة ولم يمنعه احد من دخولها ...

وعملتُ في النجادة بإخلاص وأكتفي بالقول الأن إني أضعت كثيراً من الوقت...

" وأقرُّ بصراحة إنني لم أتمكن من إدخال شاب مسيحي واحد في منظمة النجادة بالرغم من أننا أقمنا عدة حفلات سمر... حضرها كثير من الشبان من مختلف الطوائف ... ومع الأيام بدأت أشعر أكثر فأكثر بأني طائر في غير سربه...

" في تلك الموجة من التشاؤم اخبرني بعض الأصدقاء القوميين الاجتماعيين أن زعيم الحزب سيأتي الى البلاد بعد اغتراب تسع سنين ودعاني الى الذهاب للتفرج على استقباله فوعدته بالذهاب ولكني صباح ذلك اليوم أخلفت بوعدي ... وقرأت في الصباح اليوم التالي خطاب الزعيم... فكان فرحي عظيماً جداً وكدت أرقص من الفرح. لقد عاد إلي تفاؤلي وعرفت من أنا... فإذا أنا من أمة ستغير وجه التاريخ...."

" ذلك الخطاب الذي أنقذ الحزب من الذل، أنقذ معه أمة بكاملها من الموت وأعاد لها الحياة.! ذلك الخطاب الذي حدد فيه سعاده بوضوح دون لبس أو إبهام موقفه من العروبة ولبنان والجامعة العربية والتشكيلات الطائفية والكيانات السياسية ".

خطاب الزعيم

وكان الختام خطاب الزعيم التاريخي الذي رد فيه على بن غوريون المتبجح بإيجاد "إسرائيل" الزائفة، وعلى التشكيلات الطائفية ودعاة الدولة الدينية الذين يقسمون الأمة شيعاً ونحلا. نورده نقلاً عن كتاب "سعاده في المسألة الفلسطينية"، الصفحات 90-93 .

ايها القوميون الاجتماعيون،

ذكرّني وذكرّكم الرفيق حايك، في كلمته عن كيفية انتمائه الى الحزب القومي الاجتماعي، امرا لم اكن انساه واعتقد انكم انتم ايضاً لم تنسوه ولن تنسوه. هذا امر لم هو ما أعلنته في رسالة 2 تشرين التاني 1947، اذ قلت: "ان مقررات منظمة الامم المتحدة لا يمكن ان تقرر مصير الامة السورية وانها في كل ما يعني مصير الامة السورية باطلة لا تحمل الا الظلم والعدوان على الامة السورية وحقها في الحياة" .

منذ ذلك اليوم والتاريخ يدور. وفي دوران التاريخ مرت احداث غيرت اوضاعاً كثيرة على هذا المسطح الذي يعرف بسورية الطبيعية.

فقد نشأت في الجنوب الغربي دولة جديدة هي الدولة اليهودية، ومع ان الدولة الجدية قائمة بالفعل ومع اني كنت اول من أعلن وجوب اخذ وجود تلك الدولة بعين الاعتبار، فإن تصريحي في 2 تشرين الثاني 1947 لا يزال قائماً لانه تصريح يربط إرادة امة حية بأسرها.

اننا قد أعلنا بطلان تلك المقررات ليس فقط من الوجهة الحقوقية الانترنسيونية القانونية بل من وجهة مبدأ القوة الذي يؤمن حق أمة في الحياة.

تقوم اليوم في الجنوب دولة جديدة غريبة كنت اترقب قيامها واعلنت انها ستقوم قبل ان تعلن هي عن نفسها لاني كنت ارى التخاذل السوري سيوجدها حتماً. ولكني كما أعلنت قيانم تلك الدولة أعلن اليوم محق تلك الدولة عينها.

اني أعلن محق تلك الدولة الغريبة ليس بقفزة خيالية وهمية، بل بما يعده الحزب القومي الاجتماعي من بناء عقدي وحربي يجعل من سورية قوة حربية عظيمة تعرف ان انتصار المصالح في صراع الحياة يقرر بالقوة بعد ان يقرر بالحق.

وهذه الدولة الجديدة نشأت في الجنوب بفضل تفسخ مجتمعنا النفسي وبفضل المنازعة بين حكوماتنا السورية وانقسامنا بعضنا على بعض، بفضل هذه الامور اكثر كثيراً مما هو بفضل المهارة اليهودية الزائفة التي يقف احد ابطالها اليوم يدعي انها هي، ونحن نعرف ما هي وما هو هزالها، التي انشأت الدولة اليهودية.

ان الدولة اليهودية لم تنشأ بفضل المهارة اليهودية ولا بشيء من الخلق والعقل اليهوديين، اذ لا توجد لليهود قوة خلاقة. بل بفضل التفسخ الروحي الذي اجتاح الامة السورية ومزق قواها وبعثر حماسها وضربها بعضها ببعض واوجدها في حالة عجز تجاه الاخطار والمطامع الاجنبية.

تلك الدولة الجديدة تقف اليوم متحدية، يعلن احد اقطابها ان تستعد حربياً لتملك بقية ارض يحددها ما بين الفرات والنيل. نحن في الحزب القومي الاجتماعي كنا نعلم مدى مطامع الخيالات اليهودية الوقحة. وقد حذرنا من هذه الخيالات العناصر والفئات التي تملك في سياسة الوطن اكثر مما نملك نحن، هذا الحزب الجديد الناشىء الفتي. اخبرنا تلك الفئات، ونحن موقنون بأنهم لم يأخذوا تحذيرنا بما يستحق من الاعتبار. لكننا حذرنا كي لا يقال اننا لم نحذر ولم ننبه. ان تلك الفئات لم تكن مؤهلة لقيادة شيء من المصير القومي. لنها لم تكن تمثل ارادة قومية. انها لا تمثل اليوم ارادة قومية. لا تمثل الا خصوصياتها الحقيرة التي لم ينتصر اليهود في شبر من الاراضي السورية الا بفضلها هي.

ان اليهود قد انتصروا في الجنوب على يهودنا نحن ولم ينتصروا على حقيقة الامة السورية ولن ينتصروا على حقيقة الامة السورية.

ان محق الدولة الجديدة المصطنعة هو عملية نعرف جيداً مداها. انها عملية صراع طويل بل شاق عنيف يتطلب كل ذرة من ذرات قوانا، لان وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول اجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتمد الدولة الجديدة بالاساطيل والاسلحة لتثبيت وجودها.

فالامر ليس فقط مع تلك الدولة الجديدة المصطنعة. انه مع الدولة الجديدة ومع دول عظمى وراء الدولة الجديدة ! انه صراع طويل وشاق. ونحن نعرف جيداً انه كذلك ونسير بهذه المعرفة واثقين مطمئنين وهذا الاطمئنان نفسه يعني ان النصر في الاخير شيء اكيد لا مفر لنا منه.

عندما ابتدأت معارك العقلية السقيمة ضد قيام الدولة اليهودية في الجنوب ارسلت منفذية الحزب القومي الاجتماعي في حيفا الى المركز تطلب جواباً يعين موقف الحزب من الاتجاه الحربي القائم فكان جواب المركز ان الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يثق بالقيادات التي تسير القوات السورية الى الحرب ولا يثق بالقضايا التي تسير فيها تلك القوات والحزب يعرف ان الصفوف الامامية التي تسيرها تلك القيادات العاجزة والقضايا المائتة ستنهار لانها صفوف غير مؤسسة في حقيقة قضية صحيحة.

ان حقيقة قضية فلسطين هي في عقيدة امة حية وارادة قومية فاعلة تريد الانتصار! اننا كنا نعلم علم اليقين ان الصفوف الامامية المقسمة، غير الجديرة بالانتصار، السائرة الى المجابهة بلا قضية واحدة ولا ايمان واحد ستنكسر وتخذل في المعركة، ولذلك كان جوابنا لمنفذية حيفا اننا سنستمر في مهمتنا الرئيسية تجاه هذا الخطر وهي: بناء الصفوف الخلفية التالية التي ستتقدم الى مجابهة العدو بنظامها المتين وعقيدتها القومية الاجتماعية الصحيحة النظامية، بعد ان تسقط الامامية.

والنهضة القومية الاجتماعية تتقدم اليوم في صفوف جديرة بالانتصار، لان صفوفنا ارادة امة حية لا امم في طوائف ودول، في حكومات قزمية غير جديرة بالاضطلاع بمسؤولية تقرير المصير القومي.

نحن مستمرون اليوم في خطتنا. ان الدولة اليهودية تخرج اليوم ضباطاً عسكريين وان الدولة السورية القومية الاجتماعية التي اعلنتها سنة 1935 تخرج هي ايضاً بدورها ضباطاً عسكريين! ومتى ابتدأت جيوش الدولة الجديدة الغريبة تتحرك بغية تحقيق مطامعها الاثيمة والاستيلاء على بقية ارض الاباء والاجداد، ابتدأت جيوشنا تتحرك لتطهير ارض الاباء والاجداد وميراث الابناء والاحفاد من نجاسة تلك الدول الغربية !.

هذا ليس اخر جواب نعطيه، لان الجواب الاخير سيكون في ساحة الحرب متى قررت القيادة القومية اعلان الحرب!.

*

أورد الأمين جبران جريج في الجزء الرابع من مؤلفه "مع انطون سعاده" شرحاً إضافياً عن الحفلات الاجتماعية، ننقلها كما جاءت، بالنص الحرفي .

" كانت تفتتح هذه الحفلات بالنشيد الرسمي وكان يسمح فيها التدخين، وتناول الشاي مع قطعة حلوى، اي انها كانت شبه رسمية. كان يعلق على سترة المشترك في الحفلة بطاقة دخول، ثمنها ليرة سورية واحدة، مكتوب عليها اسمه والرقم الذي سجله اشتراكه مع اسم المنطقة القادم منها.

ثم اضيف الى عمليات الافتتاح والدخول هذه، نشيد الشباب من نظم الرفيق إميل رفول(16) وتلحين زكي ناصيف. كان ينشد استقبالاً للزعيم. لن أنسى المرة الأولى التي فوجئ الزعيم باستقبال من هذا النوع وسط صفين من الصبايا والشباب رافعين ايديهم بالتحية وهم ينشدون هذا النشيد.

وفي احدى هذه الحفلات اتى زكي ناصيف بجوقة شبه كاملة للعزف كان يرأسها توفيق الباشا ومعه خليل مكنية(17) فأضفت هذه الجوقة جواً مريحاً للأعصاب - وكم كان الزعيم بحاجة الى راحة من هذا النوع – كما أنه في حفلة أخرى رتبنا بواسطة محمد راشد اللادقي(18) تمثيلية من الثنائي المرح - شامل ومرعي(19) فكانت موفقة جداً وانتزعت الضحك والسرور من الحضور وبخاصة من الزعيم الذي كان يضحك ملء فيه والأهم ان احد الحاضرين طلب من محمد شامل ان يلقي قصيدته القومية الشهيرة(20) فلبى ونال تهنئة الزعيم واستحسانه.

لم تعد الذاكرة تستوعب كل التفاصيل لهذه الحفلات وعن دور الزعيم في برامجها وهذا الاستيعاب نوع من المستحيل، ولكني أقدر أن اعطي صورة واضحة الملامح لإرتياح الزعيم الى هذا الجو وارتياح الذين كانوا يحضرون.

ثم أدخل على هذه البرامج بنداً في ممارسة "يانصيب" يسمى "باليانصيب الاميركاني". وبعد ذلك بدأ الزعيم يطرح مواضيع أساسية للبحث يشترك فيها الحاضرون وفي نهاية النقاش يعطي الزعيم توجيهاته النهائية. وأخيراً أدخلت الدبكة في صلب البرامج الاسبوعية.

ازداد عدد الحضور وكنا قد بدأنا بمئة ونيف فوصل العدد الى ما يقارب الثلاثمئة في اواخر السنة. وغني عن البيان ان الدخل الصافي من هذه الحفلات سدت ثغرة كبيرة في ميزانية ايجار بيت الزعيم ومصروفه اليومي. فكان مشروع الحفلات الاجتماعية مشروعاً ناجحاً على الصعيدين، التثقيفي والمالي.

كان الزعيم في هذه الحفلات يتصرف كأنه عضو عادي في الحزب لا كزعيم إلا في الافتتاح والاختتام مما قرّبه كثيراً الى القلوب ورفع بهذا التصرف الكثير من مجاملات الكلفة الجامدة او من قيود النظامية والانضباطية الشكلية الحرفية.

من المواضيع الاساسية التي طرحها مرة موضوع "هل يجوز في الدولة القومية الاجتماعية اعتماد مبدأ الاعدام" وكان ذلك في منزلي وكان الحقوقي القانوني عبدالله قبرصي موجوداً يومها في الحفلة وقد اخذت المناقشات ما يقرب من الساعة والنصف أدارها القبرصي بإيعاز من الزعيم وتراوحت هذه المناقشة بين وجوب الاعدام وعدم اللجوء اليه. لكن الاجماع حصل حول موضوع اعدام "الخائن".

وفي حفلة في بيت جورزف رزق الله(21) في الاشرفية طرح الزعيم موضوعاً اساسياً ايضاً هو "هل الوصول الى الحكم ضرورة ؟" وكذلك دارت مناقشة حول هذا الموضوع انتهت بإجماع الآراء على ضرورة الوصول الى السلطة.

وسلم الزعيم بيده المفكرة الحزبية التي كانت احد بنود اليانصيب الى الدكتور روبير سعاده(22) في احدى هذه الحفلات. كانت المفكرة مقدمة باسم "راغدة" ابنة الزعيم الصغرى فكتب عليها عبارة "بإسم راغدة التي ستحيا برغد في ظل النهضة السورية القومية الاجتماعية".

وفي حفلة اجتماعية في منزل عبد القادر فاخوري عند "الحرش" القى فيها محيي الدين الفيل(23) قصيدة جميلة أتبعها محمد يوسف حمود بقصيدة أجمل صفق الحضور لهما كثيراً ولكن بعد الانتهاء من التصفيق وعودة الهدوء الى القاعة لفت الزعيم الانتباه الى بيت شعر في قصيدة حمود يفهم منه تفضيل المسيح على محمد الرسول، ان ذلك لا يجوز فليس في الحركة السورية القومية الاجتماعية أفضلية او تمييز لأحدهما على الآخر.

وفي حفلة اجتماعية أخرى آخر العام، بعد ان كان قد قام بجولة في المدن السورية الداخلية، أذكر تلك الوقفة وقوله جواباً على سؤال أحدهم "كيف كانت رحلتكم، حضرة الزعيم" ؟: - " لقد تنازل انصاف الآلهة وسمحوا لنا بأن نقوم بهذه الزيارة". ثم اخذ يتحدث عن كل منطقة على حدة مما استغرق طول مدة الحفلة الاجتماعية.

وفي الحفلة التي أقيمت في منزل الرفيق خضر عضاضة في الناصرة، دخل شاب وفي عروة سترته شعار الكتائب "الأرزة" مما آثار دهشة الحاضرين من قوميين وضيوف حتى ان بعض القوميين امتعض من هذا الحضور ولاحظت انه يبيت أمراً ما قد يعكر صفو الجو.

إختلطت بهم وأفهمتهم ان الكتائبي هو المواطن فؤاد فضول من شتوره وهو على صلة برفقائنا في طريقه الى تفهم المبادئ القومية الاجتماعية فلا يجوز ان نحاسبه على إبقاء "الزر" حتى الآن على العروة بينما هو يستعد لخلع افكاره بالكلية من نفسه ومن عقله.

والذي زاد في الاستغراب أكثر عندما تقدم فضول مني وطلب مني ان اقدم الى الزعيم رسماً له بريشته ومذيلة بعدد من أبيات الشعر مما يدل على انه فنان، رسماً وشعراً، تقبلتها منه وزينت بها قاعة الحفلة وقد تفاجأ بها الزعيم عند حضوره، وهكذا كان.

ولكن الأبهج من كل هذا كانت الخاتمة عند نهاية الحفلة إذ لم يعد أحد يلاحظ "الزر" على العروة. لقد تخلص منه بنفسه.

هذه نماذج عن حفلات بيروت الاجتماعية خلال سنة 1948 والتي كانت تقوم بها منفذية السيدات بالتعاون مع منفذية بيروت.

*

وفي الصفحة 156 من كتابه المشار إليه آنفاً يورد الامين جريج تحت عنوان "عودة الى الحفلات الاجتماعية" ان الحفلات الاجتماعية لم تتوقف في العام 1949، مضيفاً ان حفلة اجتماعية اقيمت في منزل الرفيق جميل دبوس في رأس بيروت، ويروي ان احد الرفقاء تقدم نحوه وبيده مجلة، قائلاً:

"حضرة المنفذ العام، تعال اقرأ هذه النبوءة الفلكية" اخذت المجلة منه وقرأت سلسلة نبوآت، منها نبوءة استوقفتني كما استوقفت الرفيق. تقول النبوءة ان عراكاً سياسياً سينشب في احد بلدان المتوسط يذهب ضحيته زعيم سياسي شاب ويحدث هذا العمل ردود فعل ضخمة تهز الانظمة في عدة بلدان اخرى في المتوسط.

بالنسبة للاجواء الساخنة التي كنا نجتازها اتجه تفكيرنا، الى حزبنا والى الزعيم بالذات فخيم علينا نوع من الشعور بالتطير والتشاؤم.

لم اعد اذكر ان كنت اطلعت الزعيم عليها."

***

في الخمسينات أعادت منفذية بيروت تنظيم الحفلات الاجتماعية، وهنا ما تورده النشرة الرسمية في عدد شباط 1959:

" كانت منفذية بيروت تعتمد الحفلات الاجتماعية التي كانت بادرت الى تنظيمها منفذية السيدات في اواخر اربعينات القرن الماضي وكان يحضرها سعاده والأمينة الأولى في كثير من الأحيان.

في عدد شباط 1959 من "النشرة الرسمية" عرضت نظارة إذاعة منفذية بيروت لعدد من الحفلات التي كانت نظمتها.

وقدمت ذلك بالكلمة التالية:

" درجت نظارة الاذاعة في منفذية بيروت العامة على تنفيذ برنامجها الاذاعي بدقة وسرعة تامتين لتحصد نتائجه وعياً وهدياً في الشعب، ومن ضمن برنامجها، إقامة الحفلات الاجتماعية الشبيهة بالسهرات العائلية، مع إدخال عنصر الثقافة الحزبية والتسلية الفنية. فتدعو الى هذه الحفلات الاجتماعية، الرفقاء في المنفذية العامة، مع أصدقائهم المواطنين. وبذلك تمكنت من إجتياز الحواجز التي كانت تفصل بين سهراتنا، وبيوت المواطنين، ودخلت الأحياء تدعوهم الى حضور سهرات القوميين الاجتماعيين.

وكانت الحفلة الأولى في بيت الأمين أديب عازار(24) نهار الأحد الواقع فيه 28-12-1958، واقتصرت البرامج على كلمة ترحيب لصاحب البيت ثم كلمة ناظر الاذاعة في منفذية بيروت العامة تحدث فيها عن معنى الحفلات ثم باقة من الشعر لأدونيس ونذير العظمة، وعرض تاريخي عن قدموس بين الأسطورة والتاريخ، وانتقلت السهرة الى المرح والتسلية بالتعارف الشعري والرموز، ثم الضيافة، واليانصيب على بعض الكتب، والمزاد الأميركاني، واختتم حضرة المنفذ العام الحفلة بكلمة ذكر فيها بعض المناسبات التي جمعته في حفلات جرت في ظروف قاسية وما كان لها من أثر عميق في نفوس المجتمعين.

وأقيمت الحفلة الثانية بتاريخ الأحد 4-1-1959 في بيت الرفيق نقولا قباني(25) حضرها ما يقارب المائة شخص، وكان البرنامج مشابهاً لبرنامج الحفلة السابقة مضافاً اليه شريط "نحن في شملان"(26) الذي كان له الوقع الرائع في نفوس الرفقاء والمواطنين على السواء والذي قدمه وكيل عميد الاذاعة بكلمة رائعة، وبعض القطع الوجدانية للرفيق هيكل حداد(27). وقد فاز الرفيق جان حداد(28) بزجاجتي عطر قدمهما، ليطرح عليهما مزاد اميركاني، ووزعت بعض الكتب كجوائز في اليانصيب ايضاً، وكانت الحفلة ناجحة تماماً.

وأقيمت الحفلة الثالثة في بيت الطلبة(29) بتاريخ الاحد 11-1-1959 ويتلخص البرنامج بكلمة حضرة منفذ عام منفذية الطلبة العامة، وقطعة نثرية "قصور ورمال" للرفيق الياس مقدسي الياس(30)، و"حزازير" وأسئلة، ثم شريط "نحن في شملان". وقد نجحت الحفلة اكثر من سابقاتها إذ حضرها ما يقارب المئتي شخص.

ويوم الاحد الواقع فيه 18-1-1959 أقيمت الحفلة الاجتماعية الرابعة في بيت الأمين مصطفى عز الدين، وافتتحت الحفلة التي ضمت حوالي مائة شخص ونيف بكلمة ناظر الاذاعة في منفذية بيروت العامة، ثم كلمة صاحب البيت، وابتدأ البرنامج الأمين حسن جمال(31) بقراءة كلمات مختارة، ثم مختارات من الشعر الحديث، فبرنامج اختبر معلوماتك، واسئلة ترفيهية، ثم شريط "نحن في شملان"، الذي قدمه وكيل عميد الاذاعة فالضيافة وأسئلة من الحضور أجاب عليها أمناء ورفقاء، فاليانصيب، وأخيراً المزاد الأميركاني على علبة عطور قدمتها صيدلية ابي عجرم.

**

هوامش

(1) شقيقة الرفقاء الراحلين د. فخري، الامين فوزي، رشدي، حلمي، وكمال . زوجة الرفيق الدكتور فاضل أنتيبا.

(2) مراجعة ما عممناه بتاريخ 23/01/2015 بعنوان "معلومات متفرقة" .

(3) كان الأمين جبران جريج يتولى مسؤولية منفذ عام بيروت.

(4) اكتفت النشرة الرسمية بإيراد مسؤوليات البعض، دون اسماءهم.

(5) المعروف أن سعاده لم يجن ثروة في سنوات إغترابه القسري، وقد أمضى معظمها في بناء العمل الحزبي في الارجنتين ومتابعة فروع حزبية أخرى عبر الحدود، فكان طبيعياً ان يغطي الحزب نفقات العائلة. يفيد الاطلاع على مذكرات الأمينة الأولى التي تشرح فيها الأوضاع المالية لعائلة الزعيم، في الارجنتين ثم في الوطن.

(6) هو الرفيق وفيق عضاضة، وكان تولى مسؤولية مدير مديرية الناصرة، في حي بيضون – الاشرفية.

(7) منزل السيد اسكندر نصرالله ، والد الرفيق رجا نصرالله والأمينة هيام عقيلة الأمين عبدالله محسن (عميد، عضو مجلس أعلى، ورئيس للحزب). كان سعاده يلجأ الى هذا البيت القابع فوق رابية مطلة على بيروت والبحر والمحاطة بالأشجار، وكان صاحب البيت معجباً بالزعيم ويكنّ له الكثير من الحب والاحترام.

(8) هو الرفيق الدكتور خليل الحلبي، من ضهور الشوير. منح في وقت سابق رتبة الأمانة. كان طبيب قلب، وافته المنية منذ 4 او 5 سنوات.

(9) كان الأمين انعام رعد يتولى مسؤولية ناموس عمدة الاذاعة.

(10) منزل الأمين بشير فاخوري.

(11) من مشغرة. شارك في الثورة الانقلابية، تمكن من الوصول الى استراليا، مستقراً في سدني ومحققاً نجاحاً في اعماله الاقتصادية. منح رتبة الامانة، وتولى مسؤوليات حزبية في استراليا.

(12) فوزي معلوف، شقيق فخري، رشدي، حلمي، فايزة، وكمال. منح رتبة الأمانة. تولى مسؤوليات عديدة ( منفذ عام الطلبة،

رئيس مكتب عبر الحدود ، وانتخب رئيساً لجمعية خريجي الجامعة الاميركية).

(13) ارجّح انه صوت الرفيق يوسف تاج الذي اشتهر بصوته الرائع! كتبت نبذة عنه وعن الرفيق الشاعر يوسف حاتم. للإطلاع الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(14) جرت الحفلة في اول حزيران 1949.

(15) للإطلاع على النبذة المعممة عنه، الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور آنفاً.

(16) من مشغرة. منح رتبة الأمانة. شارك في الثورة القومية الاجتماعية وحكم عليه بالسجن . أديب وشاعر. يصح ان يكتب عنه.

(17) موسيقي، من بيروت عممنا عنه نبذة تعريفية، بتاريخ 17/04/2015، للاطلاع الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب..

(18) منح رتبة الأمانة. تولى مسؤولية منفذ عام بيروت، عميد للداخلية، الى جانب مسؤوليات أخرى. للإطلاع على النبذة

المعممة عنه الدخول الى أرشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور آنفاً.

(19) كان الكاتب محمد شامل قد إنتمى الى الحزب في ثلاثينات القرن الماضي. للإطلاع الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المشار إليه.

(20) مراجعة نص القصيدة في النبذة المنشورة عن الرفيق محمد شامل (مراجعة ارشيف تاريخ الحزب).

(21) الرفيق الشهيد جوزف رزق الله . للإطلاع على النبذة الخاصة به الدخول الى على ارشيف تاريخ الحزب على الموقع

المذكور آنفاً.

(22) من المريجة. عينّ مديراً عاماً لوزارة الصحة. عرفت المريجة حضوراً حزبياً ناشطاً فيها، وانتمى رفقاء من عائلاتها:

سعاده، متى، الطويل ، الخ ... وكان لعدد منهم نضالهم ونشاطهم الحزبيين. نعمل على اعداد نبذة عن الحزب فيها.

(23) مناضل حزبي، وشاعر . مراجعة النبذة عنه في ارشيف تاريخ الحزب.

(24) من مدينة اللاذقية، تولى في الحزب مسؤوليات شتى، وإنتخب عضواً في المجلس الأعلى. له ماضٍ نضالي يصح أن

يكتب عنه.

(25) من رفقاء الأشرفية المناضلين، نشط وتولى مسؤوليات حزبية محلية، وعندما هجّر الى منطقة رأس بيروت تابع عمله

الحزبي، متولياً مسؤولية مدير مديرية رأس بيروت، ومسؤولاً عن مؤسسة "دار فكر".

(26) كان الحزب قد أعدّ شريطاً عن معركة شملان التي جرت في صيف العام 1958، تضمّن شرحاً للمعركة وأناشيد حزبية،

لاقى ا

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024