إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيقـة امـل الاشـقر الهبـــر لن تـغـيــــب

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2016-03-29

إقرأ ايضاً


نحن الذين عرفنا الرفيقة امل جيداً بعد المحاولة الانقلابية، وترافقنا في سنوات التحدي، وتعرّفنا على نشاطها وجرأتها وحيويتها وشخصيتها، فاحتلّت الكثير من مساحات المحبة والاحترام والتقدير، نشعر اكثر من غيرنا بفداحة خسارتها، وبلوعة عميقة هيهات ان تزول بسرعة.

في تلك السنوات، عندما كان رفقاؤنا الذين شاركوا في الثورة الانقلابية، يتعرّضون لصنوف التعذيب والقهر، يساقون الى قصر الاونسكو الذي تحوّل الى محكمة عسكرية، تصدر بحقهم الاحكام، فينقل البعض منهم(1) الى الزنزانات – القبور(2) في سجن الرمل، والآخرون الى سجن القبة في طرابلس، وفي تلك السنوات كانت الرفيقة امل الاشقر لولباً من حركة لا تهدأ، الى جانب رفيقات، امهات وزوجات لرفقاء، ننحني امام ذكراهن، ولهنّ نطلق هتاف الحياة.

ونحن اذ نعتذر عن ذكر الاسماء، كي لا نقع في السهو او الخطأ، انما نكتفي بذكر السيدة الرفيقة، الام والزوجة، رؤوفة الاشقر التي لا ننسى حضورها الفذ، ولا وقفاتها الرائعة، ولا مشاركتها في الاعتصامات وكل الانشطة التي كانت تحصل.

تلك مرحلة يجب ان تؤرخ فتبقى للاجيال، وفيها الكثير من الوفاء للرفقاء الذين شاركوا في الثورة الانقلابية، للرفقاء الذين تولوا المسؤوليات خارج السجن فعرّضوا انفسهم كل يوم، للاعتقال وما يرافقه عادة من همجية اعتاد عليها افراد المكتب الثاني، وللرفيقات، وامهات وزوجات الرفقاء الاسرى اللواتي تحدّين بجرأة وكانت اصواتهن تصل الى سياسيين ورجال دين، واعلام، والى كل وجدان .

الرفيقة امل الاشقر كانت، على مدى كل تلك السنوات، حالة مضيئة من الحضور والجرأة والصوت العالي.

وفاءً لها، ولكل من ناضل في تلك الحقبة السوداء، ندعو كل رفيق ورفيقة عرفوا وتعرفوا وعايشوا، الى ان يكتبوا.

بدورنا سنهتم، فتدوين تاريخ الحزب واجب على كل رفيق.

اليك يا رفيقة امل، وقد زرتك مراراً وكنت ارغب لو تمكنت من القعود اليك، مرات ومرات، ارفع اليمنى لك بتحية الحياة، شاهداً كم كنتِ مميزة في سنوات القهر، وكم كنت منتمية بوجدانك واحاسيسك وكل نبضة لديك، قلباً وعقلاً ووجداناً.

كنت "التوأم" في النضال والمواقف الصلبة، للرفيقة الرائعة رؤوفة الاشقر (ام غسان) .

لكما تليق الزغردات وترتفع الرياحين، وتنزل الدمعات... ولا ننسى.

البـقـــــاء لـلأمـــــة

هوامش:

(1) الامناء والرفقاء الذين حكم عليهم بالاعدام.

(2) كانت تلك الزنزانات تحت الارض مقفلة منذ سنوات.

لمن يرغب الاطلاع على همجية تلك المرحلة السوداء ننصحه بالاطلاع على ما اورده كل من الامين عبدالله سعاده في "اوراق قومية" والامين شوقي خيرالله في مذكراته.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024