إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بـعــض مــــن نــضـــــــال كــبــيــــر

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2016-06-22

إقرأ ايضاً


السنوات التي أعقبت إغتيال العقيد عدنان المالكي، غنيّة بوقفات العز التي سطّرها رفقاء أبطال في كل من لبنان والشام، وهي مرحلة نضالية هامة لم تؤرخ كاملةً، ولم يعمد رفقاء كثيرون، ممن سُجنوا او توقفوا، او نزحوا خارج الكيان الشامي، الى تسطير مروياتهم، فتبقى لتاريخنا، وللأجيال.

في كتابها "حلم النهضة" تعرض الأمينة أدما ناصيف حماده، لجانب من العمل السري في دمشق بعد حادث إغتيال العقيد عدنان المالكي.

*

" بعد مقتل المالكي لم نتوقف عن النشاط الحزبي، ولكن من دون تنظيم. ذلك أن المسؤولين في الحزب تواروا عن الأنظار بعامل الحذر. وكانت التعليمات تأتي متفرقة وتنفذ بسرعة ودقة، دون سؤال من أين أتت. علماً ان معظم تلك التعليمات لم يكن أكثر من بعثرة المناشير في الطرقات العامة او لصق صور الزوابع على الجسور وحيطان الأبنية الفخمة في الشوارع وواجهات مراكز الدولة. "عامل الثقة" كان الدافع الرئيسي لتنفيذ تلك التعليمات.

" أما نشاطنا كأعضاء فلم يتوقف عن مساعدة الرفيقات اللواتي سُجن أزواجهن وأصبح وضعهن المالي في غاية الصعوبة. فإجتمعنا نحن الصغار، الذين لم ترد أسماؤهم في لوائح المطلوبين من طلاب وعمال وموظفين وأصحاب مهن حرة. وبادرنا بجمع الإشتراكات مع تبرعات بعض الرفقاء الميسورين وتقديمها لهم.

" بقينا على هذه الحال بضعة أشهر من سنة 55 الى ان جاءت التعليمات من المركز بتنظيمنا خلايا سرية، كل خلية مؤلفة من خمسة أعضاء يعرف كل منهم الآخر، ينسّقون العمل من إجتماعات وحلقات إذاعية وجمع الإشتراكات والتبرعات وتقديم التقارير الشفهية للمسؤول عنهم. وكان المسؤول يتصل بواحد من الحلقة وبإسم مستعار وكان الرفيق بشير موصلي(1) مسؤولاً مركزياً يعمل بإسم "عوني".

" وكان لهذا الإسم أثر كبير في نقمة المحققين عليّ، لأنهم كانوا مصرّين على معرفتي له وأنا كنت أنكر لعدم معرفتي حقاً أن بشير وعوني هما شخص واحد، الى ان واجهوني بجميع الموقوفين قبل أن ادخل سجن المزة سنة 1956. كان ذلك في المحكمة العسكرية حين أراني القاضي صوراً كانت صورة بشير بينها. فالتقطها القاضي وقال: "من هذا؟". فأجبت ببرودة أنه بشير الموصلي. وما إن تلفظت بإسم بشير حتى إنهالت علىً عاصفة من الشتائم. فقلت إني أعرف بشير ولا أعرف أن عوني وبشير شخص واحد.

" وكان الرفيق نزار محايري منفذاً عاماً وكنا نعتقد أنه فار لكنه لم يغادر دمشق. وجاء يوماً فجأةً وكلّفني جمع الإشتراكات والتبرعات من أصحاب الشركات والمؤسسات الكبرى في دمشق وإعطاء الأموال الى الرفيق نخلة ماضي(2) الذي يعمل مدير محاسبة في محلات باتا. فأخبرت رفيقي (وشريك حياتي فيما بعد) نعمة حمادة عن طلب الرفيق نزار. لم يكن نعمة يعمل معنا في الخلايا ولكنه كان يحمل البريد بين المركز في بيروت ودمشق. لم يكترث نعمة للشركات قائلاً : إن رجال الإعمال لن يتذكروك فقد لا تلتقي بهم أكثر من مرّة، أو مرتين، المهم هو الرفيق نخلة وإستعداده النفسي للعمل من دون أن يسجل الأسماء. وأن لا تكون عادة "التسجيل" قد تغلبت على طبيعته فنحن الآن، أحوج للثقة والسرعة، كما أن تسجيل الأسماء يعرّضنا للسجن، فإذهبي إليه والفتي نظره لهذا الأمر. اما الإشتراكات والتبرعات فسأنقلها أنا مع البريد. لكن الرفيق نخلة رفض اقتراح نعمة.

" كنا نسكن في زقاق او زاروب نسبةً للشوارع، وكان سكان (زقاق الصخر) يعرف بعضهم بعضاً بشكل جيد، وكانت حاجاتهم اليومية جميعها موجودة في ذلك الزاروب من سمّان وخبّاز ونجّار ولّحام ومصبغة. وجئت أنا وأكملتُ المجموعة بالخياطة، وكان أي شخص غريب يدخل الى ذلك الزاروب يعرف الجميع الى أي بيت دخل. بعض السكان كان لديهم غرف زائدة عن حاجاتهم يؤجرونها مفروشة للطلاب في أثناء فصل الدراسة.

" في ذاك المنزل المتواضع واصلنا نشاطنا من عقد اجتماعات وحلقات إذاعية، وشرح للتعاليم للمنتسبين الجدد. ولتغطية ذلك النشاط كنا نختلق المناسبات من أعياد زواج او ميلاد او عودة غائب. في إحدى المرات كان الإجتماع في بيتنا وكانت المناسبة عيد ميلاد اختي، فطُرق الباب الخارجي بشدة. ذهب أخي لفتحه، للحظات سمعنا أصوات ومشادات على الباب، وإذ بثلاثة شبان يحملون في أيديهم عريضة يصرّون عليه لتوقيعها وهو يحاول دفعهم الى الخارج. استنفر الرفقاء في الداخل وأشبعوهم ضرباً ومزقوا تلك العريضة التي "كانت للدفاع عن دمشق من عبث الغرباء". وكان هؤلاء الشباب طلاباً في الجامعة ومن أبناء دمشق الذين ضاق صدرهم من الإضراب الذي سببه القوميون فألّفوا تلك العريضة بصيغة سؤال: من منكم يقبل أن تكون دمشق مأوىّ للصوص القوميين؟ من منكم يتحمل عبث الغرباء بإستقرار دمشق أكثر مما تحملت ومنذ عام؟ فنحن ندعو المواطنين الى طردهم وملاحقتهم للقضاء عليهم.

كان هذا العمل الفصل الأول للمسرحية، والفصل الثاني كان في اليوم التالي وفي مقهى الجامعة. استفردت مجموعة من الشبان بالرفيقين نعمة حماده وحسن مخلوف، وإنهالت عليهما ضرباً ورفساً وكسرت الأباريق والكؤوس على رأسيهما فهب لنصرتهما بعض الطلاب من أبناء مدينة حلب وآخرون من مدينة حماه وأنقذوهما في الرمق الأخير.

" لقد أنجدتهما شهامة القبائل التي لم تزل ساكنة في قلب أبناء المدن! والملفت أن الشرطة لم تسعفهما بل تركتهما ينزفان، ثم حملتهما الى أمام البيت الذي يستأجرانه قرب بيتنا، ورمتهما على الرصيف. في فترة قصيرة مضت بين معرفتنا بما حدث وذهابنا لإسعافهما، كانت بقعة كبيرة من الدماء قد غطّت الرصيف. ولحسن الحظ كان أخي يستعد لمغادرة البيت فأسرع لعيادة الرفيق الدكتور عبد الكريم الشيخ(3) وأتى به لإسعافهما.

" بقي الدكتور ما يقارب نصف ساعة يستخرج الشظايا المتبقية في رأسيهما من بقايا الأباريق والكؤوس. كان رأس الرفيق نعمة اكثر حظاً من الجروح والشظايا من رأس الرفيق حسن مخلوف، الطويل القامة. والظاهر أن الذين كانوا يضربونهما قصيري القامة فلم يتمكنوا من الوصول لرأس الرفيق حسن. وقد تكون هذه من فوائد الطول فالجروح كانت أكثرها في وجهه وعنقه أما الرفيق نعمة فكان رأسه مهمشاً. وبعد ان اكمل الطبيب إسعافهما، طمأننا بأن جراحهما ليست خطيرة لأنها جراح شظايا سطحية وليست جراح سكاكين "

*

وفي كتابه "جنوح الأشرعة" يروي الرفيق جهاد جديد في الصفحة 243 وما يليها، كيف كانوا ينقلون البريد الحزبي عبر الحدود بين البلدين، ثم كيف يوزعون المناشير والبيانات الحزبية على الرفقاء والمواطنين في أجواء من الحذر الشديد. يقول:

" خلال العطلة الأسبوعية التي كنت أقضيها في "كلماخو"(4) وفي ليلة مَطيرة، تنبّهتُ، قبل أن أستسلم للنّوم الى طرقات متوالية على باب غرفتي الجانبيّة، ولأّنها كانت خفيفة، عرفت أنّها مبرّأة من نذير الشؤم "المخابراتي" فأسرعت الى فتح الباب. في الظلمة الحالكة سمعت شبحاً يهتف: تحيا سوريا، حيّيته ودعوته:

قال: انا مالك.

عرفتك.

هل الجوّ مطمئن؟

نعم، أسرع... أجبته بثقة.

سأنادي رفيقي، وقفل عائداً.


" أطفأتُ الضوء وانتظرت، وبعد برهة دخل الإثنان يحملان كيساً، وعلى ضوء الشمعة شرح مالك، بإيجازٍ ودقّة، ما يتوجّب علينا أن نقوم به: " عليكم أن توزّعوا هذه المنشورات على أكبر مساحة ممكنة في وقت واحد، عقب السّاعة الثانية عشرة من ليلة الأحد، بعد غد ". ختم قوله بنبرة حماسيّة ونهض الإثنان غير آبهين بإلحاحي الراغب بإستضافتهما، وأدلجا تحت الظلمة ووابل المطر.

" أقفلت باب الغرفة بإحكام وخرجت مسرعاً لإستشارة الرفقاء. استقبل كلٌّ من عادل وإبراهيم هذا النبأ بسعادة، واتفقنا أن أسبقهما الى غرفتي ليأتيا بعد قليل غير مترافقين.

" بصمت وحذر بدأنا نطّلع على محتويات الكيس الكبير. قرأنا بواكير الردود على الإتهامات الموجهة لحزبنا وقادتنا، وقرأنا نشراتٍ تتضمن تعليمات دقيقة ينبغي أن نعتمدها في العمل السرّي. أسعدتنا مقالات سعيد تقيّ الدين الساخرة والصارمة والداعمة، فوجدنا فيها جرعات دواء تعيد للجسم الحزبي مناعته وصلابته.

" من غير تردّد وزّعنا هذا الزاد على ثلاث مجموعات وخصّصنا لكلماخو والقرى المجاورة الحصّة الكبرى. ورأينا، بعد نقاش، ان نخفي هذه الحصّة في مكان آمن، وأن ننطلق، في الليلة نفسها، الى قرية "ديفة" كي نسلّم الرفيق جميل محمد حصّة المنطقة التي يشرف عليها.

" إحتطنا للظلمة والمطر وخطّطنا لتفادي أولاد الحرام. كان أحدنا يتقدّم من غير حمولة ليكشف الدرب ويتبعه الإثنان الآخران بعيدين عنه بعداً يكفل لهما سماع صوته ومعرفة ما يفاجئه.

" وصلنا "ديفة" قبل إنبلاج الضوء، إخترنا مكاناً منزوياً، لجأنا إليه ورفعنا حمولتنا فأخفيناها بين الأغصان الكثيفة المتشابكة، ثم بدأنا نتناوب على حراستها، ونتناوب على ورود عين الماء التي كانت تروي اللاذقية.

" كلّفت بالصعود الى منزل جميل، الذي أعرف تفاصيل حركته اليوميّة، بلغته متعباً جداً فإستندت قليلاً الى الجدار الخلفي، ثم نظرت من النافذة الشرقيّة فرأيت جميلاً يملأ السرير، ولم أر، كالعادة، أحداً في غرفته. نقرتُ على الزجاج بأصابعي الواهنة نقرات خفيفة فاستيقظ، وقبل أن ينهض عرف الطارق، وأسرع ليفتح النافذة، فعاجلته بقولٍ حاسم ومُقتضب: نلتقي قرب العين، نحن بإنتظارك، أسرع.

" قلقنا لتأخّره غير المتوقّع فذهب إبراهيم لملاقاته، وقبل أن يبلغ العين، رأيناه راجعاً وخلفه جميل الذي جاءنا يحمل قدراً كبيراً من الحبّ والشوق والدفء، ويحمل ما تيسّر من الطعام الذي أعده لفطور اثنين ففاض عن الجميع. بعد الإفطار الشهيّ، سلمناه الأمانة وبلّغناه ما تبلّغنا وحسمنا أمر عودتنا السريعة كي نتفرّغ الى المهام المتبقية.

" في الموعد المحدد كان الرفقاء في مختلف القرى يوزّعون الدفعة الأولى من المطبوعات التي أرسلها المركز الجديد في لبنان وصباح اليوم التالي، تناقل الناس، بإهتمام ودهشة، أخبار هذه الحملة الإعلامية، وبدأنا، نحن الفاعلين، نتوقّع المداهمات الأمنيّة ونستعدّ للمداورة المشروعة والتخفّي الذكيّ. تحقّق ما توقّعناه حين وصلت قريتنا قبيل المغيب سيّارتا "جيب"، رابطت إحداهما على مدخل القرية الغربيّ، وتابعت الثانية الى الشرق. نقل إلينا رفقاؤنا الأشبال أنّ نفراً من المداهمين ترجّلوا من السيارتين قبل وصولهم القرية، وأنّ هؤلاء توغّلوا في كروم التين والزيتون، وكأنهم يعلمون بدّقة بعض مخابئنا، وطمأننا الأشبال أيضاً أن رفقاءنا غادروا تلك المواقع مذ رأوا أضواء السّيارتين القادمتين.

" كنت واثقاً أن هذه المجموعة الأمنية سوف تذهب الى منزلنا وسف تربك والديّ وأفراد الأسرة والصغار، وكنت مطمئنّاً جداً الى إجابات والدي: " ليس عندي أحد، ابني الأكبر في السجن، والثاني معلّم في بصرى الشام، والصغير تلميذ في اللاذقية ". لم يقتنع جهابذة المكتب الثاني بهذه الإجابات، لأن زبانيتهم المخبرين أكدوا لهم كتابةً وشفاهاً أنّ منزلنا ليس إلاّ مكتباً للنشاط القومي الهدّام. هو مركز نقل التعليمات، وهو المفتوح لإستقبال القوميين الفارّين من كل المحافظات.

" تكرّرت زيارات المخبرين وزيارات رجال الأمن غير المنتظمة ولم يظفروا بشهادةٍ تدعمهم أو دليل يدين واحداً منا، لأنّ الناس في القرية أجمعوا على أننّا شباب متعلمون ومهذّبون وأبرياء، وأجمعوا أيضاً على إتخاذ موقف سلبي من هؤلاء المخبرين، ولمسنا مقدار الإضطراب الذي تعاني منه أسر هؤلاء فقرّرنا التحرش بهم على نحوٍ يزيدهم إضطراباً ومذلّة.

" حمل بعض رفقائنا المنشورات الحزبية الجديدة، ورصدوا المداهمات اللّيلية المتكرّرة، كمن بعضٌ غربيّ القرية، في مزارٍ على مقربة من الطريق المؤدية إليها، وكمن آخرون عند المنعطف الشرقيّ، وظلّوا يراقبون الوافدين وفق خطة دقيقة.

" حين لمع ضوء السيارة عند قرية "رسيون" تأهّب الرفقاء واثقين بأن القادمين سوف يناورون. دعا إبراهيم مجموعته للإنتشار على التلّ الذي يتيح لهم الهرب الى الوادي الشمالي الذي لا تصله سيّارة ولا يقصده غريب. وحصل ما خططوا له. أطفأت السّيارة أنوارها وتحرّكت على مهل ثم توقفت مقابل المزار فترجّل الزائرون وصاروا يتحدثون بأصوات مسموعة، وبعد أخذٍ وردّ، قرروا مداهمة الوادي الجنوبي. تريّثت مجموعتنا قليلاً، وحين شعر أفرادها أنّ الحركة قد توقفت وانقطعت حول السيارة، اقترب منها محمد، لم يجد أحداً فاقترب أكثر فإطمأن، وراح يلصق المنشورات على زجاجها الأماميّ والخلفيّ، ثم عاد واثقاً يدعو الجميع الى المغادرة حسب الإتفاق.

" كنا في المنزل نراقب السيارة حين ظهرت قرب "رسيون" وحين إنطلقت من قرب الكمين، وأدركنا انهم سوف يأتون الى منزلنا مسرعين، فتحلّقنا جميعاً حول مائدة العشاء. سمعنا وقع أقدامهم وجلجلة أصواتهم وسمعنا كبيرهم يقول لوالدي الذي خرج لإستقبالهم: لن ينفعكم الإنكار، ابنك هو الذي إعتدى على السيارة. دعاهم والدي الى دخول البيت ودعاهم لتناول الطعام وحين لمحني الضابط سأل: من هذا الولد؟ فأجابه والدي بإطمئنان: هذا هو الذي تسألني عنه. طلب هويتي فأحضرتها له. تأكد وغضب ثم إنصرف ومن معه.

" إتجهت السيارة نفسها الى خارج القرية من الجهة الشرقية، وتركها رجالها بحثاً عن المتّهمين وخلال طرفة عين، كان عادل، وهو ناشط بارز وعداء مميّز، يعلّق تحت ماسحتي الزجاج الأمامي منشورين ثم يختفي.

" فوجئ الضابط ومن معه بهذين المنشورين، جنّ جنونهم، فأرغوا وأزبدوا وعادوا الى منزلنا مسرعين فرأوني وكتابي في يدي. قصدوا بيت المختار يستفسرون فأفادهم أن أولاد القرية عاقلون، وأن الذين قاموا بهذه الأعمال من خارج المنطقة. وفي اليوم التالي كثرت الأقاويل: هم من جبلة، لا، من رويسة البساتنة، قيل: من القرداحة، وقال آخرون: إنهم من لبنان.

" بقينا سنتين على هذا المنوال، تصلنا الأمانات المقرّرة، نحتفظ بقليل منها في المخابئ السرية ونوزع ما تبقى ليلة وصولها، أدى هذا النشاط الفاعل والضاغط الى إرباك الأجهزة القمعية فاضطرت الى تلفيق اتهامات لا تستند الى أدلة، ودفعت بعضنا الى المحاكمة، بتهم الإنتماء الى تنظيم سرّي، وتوزيع منشورات تهدّد سلامة الوطن، وتسعى للإخلال بالأمن.

" شعرت بالحرج حين أحالوا معنا الأستاذ جودت سميّا الى المحكمة باللاذقيّة لأننا، نحن الشباب، حاولنا جاهدين أن نكتم السرّ عن رفقائنا المعلمين المنظمين في مديريتنا: " أحمد داؤود، علي قاسم، توفيق نوفل، حافظ إسماعيل، جودت سميا ". وكان هؤلاء جميعهم مستعدين ومتحمسين للقيام بأية مهمة يكلفون بتنفيذها، لكننا لم نُطلعهم في تلك الفترة الحرجة على أي نشاط، غير أن السلطة، رغم الحيطة والحذر، أرادت أن تنتقم من المعلمين القوميين فإتخذت قرارات بتسريح بعضهم، ونقل الكثيرين منهم الى محافظات نائية، وسوق آخرين الى المحاكم. ومن هؤلاء كان رفيقنا الأستاذ جودت الذي استعان بمحام يدفع عنه التهم الكاذبة.

هوامش:

(1) بشير موصلي: منح رتبة الأمانة، وتولى مسؤوليات مركزية ومحلية.

(2) نخلة ماضي: من "جديدة المتن" شقيق الرفيق سليم ماضي والرفيقة عايدة ماضي عقيلة الرفيق سليم عازوري، ووالدة الرفيقة ماغي مطر والرفيقين انطون وفداء.

(3) عبد الكريم الشيخ: طبيب، منح رتبة الأمانة، غادر الى كولومبيا وفيها تولى مسؤوليات حزبية. للإطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(4) كلماخو: أشرنا إليها في نبذات سابقة، مراجعة قسم أرشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024