" وقف ا"> SSNP.INFO: الى شهداء الحزب، والى أبطاله في الثورة الانقلابية، الف تحية وكثيرٌ من الوفاء
 
 إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الى شهداء الحزب، والى أبطاله في الثورة الانقلابية، الف تحية وكثيرٌ من الوفاء

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2016-06-24

إقرأ ايضاً


عن الجزء الثاني من مجلد "حوار مع الذاكرة" للأمين غسان عز الدين، هذه المعلومات التي تدين عهداً أسوداً، وتضيء لأجيال الحزب ومضات من نور.

" وقف الاستاذ يوسف السودا(1) في المحكمة، وفي يمناه وثائق مزورة مترجمة الى لغات أربع وفي يسراه العلم اللبناني الممزق والذي اخترق الرصاص أرزته، وقف وصاح بصوته المدوي: " من ذا الذي يثير الفتنة الطائفية وغرائزها، أهؤلاء الذين جمعوا بين الطوائف في وحدة روحية اجتماعية مثالية تتجلى في قفص الاتهام كما في الخارج، ام الذين هدروا أموال الشعب لتضليل الشعب بالتزوير واثارة الغرائز البدائية ليجنوا منها غاية حقيرة وثمناً رخيصاً ؟

" كانت الأجهزة قد زوّرت الوثيقة وخلقت قصة العلم الممزق وانكشف ذلك للنيابة العامة نفسها فاعترفت ببُطلان هذه الوثيقة. كما أقرّت المحكمة رسمياً إلغاءها وسقوطها لثبوت تزويرها. على رغم ذلك تُرجمت الى لغات أربع ووُزعت على سفاراتنا في الخارج وأمرت بتوزيعها على جميع المهاجرين.

" نصّت الوثيقة المزورة: كل من آمن بالمسيح فهو كافر، وكل من آمن بمحمد فهو أكفر، وكل من آمن بلبنان فهو ليس منا "

" لسنا بحاجة الى تعليق على النص. التزوير الثاني تفتقت عنه عبقرية الاجهزة المحترفة، اذ تمّ تصوير كدسات من العملات الأجنبية ونشرت الصور في الجرائد، واعطيت تعليمات للأجهزة تشدد على ضرورة وصمنا بعلاقات خارجية مهما كلف الأمر. لكن هذا التزوير السخيف انفضح امره ايضاً كماانفضح امر التزوير السابق، ولم يستطيعوا، على رغم المحاولات اليائسة أن يصمونا بهذه التهمة ".

*

" يبدأ التعذيب منذ لحظة الاعتقال. اذ كان المعتقلون يُنقلون في سيارات الشحن الكبيرة ويُربطون بالحبال ثم يرمونهم في ارض الشاحنات وينهالون عليهم بأعقاب البنادق. وعند الوصول الى الثـكنة كان على كل معتقل أن يدفع الضربية جلداً لنصف ساعة أو أكثر. كانت التعليمات في ثكنة المير بشير على مسمع من رفقائنا ما يلي: " انكم سمعتم بجمعيات الرفق بالحيوان، لكن هؤلاء (اشارة الى الموقوفين) هم أحط من الحيوانات فاعرفوا كيف تعاملونهم..

" وقد كان التعذيب على نوعين: نوعاً ارتجالياً يُترك لعفوية المكلف وغريزته، ونوعاُ منظماً يجري على الاشكال التالية: يؤتى بالرفيق فيتحلّق حوله جلاد محترف يعاونه ثلاثة او اربعة هواة فينهالون عليه ضرباً بكرابيج الاسلاك الحديدية والهراوات حتى يهوى على الارض من الاعياء. بعدها تُرفع قدماه على الفلقة أو البندقية ويُنفذ به الفلق ومن ثم يُصب الماء على قدميه ويؤمر بالهرولة عليهما. وبعدها على مشية الضفدعة، وهي المشية في وضع القرفصاء، مستعيناً باليدين، وتلحقه سياط الحديد حتى يدمي أو يغمى عليه فيُحمل ويُنقل ويُلقى في غرفته المحشورة بالنزلاء حشر السردين بالعلب... كما كان هناك تعذيب بطيء منظّم: يؤمر المعذبون أن يواجهوا الحائط على بعد امتداد الذراعين على أن تمس سباباتهم الحائط ويقفون على رجل واحدة ساعات طوالا وكلما هوى احد او استعان بالساق الثانية او بعدت سباباته عن الحائط تنهال عليه السياط، وهذه بعض النماذج من الوف الحالات والقصص التي تروي ما جاء في باب التعذيب الوحشي الذي فاق حد التصور.

*

ويقول الرفيق سعادة (الامين الدكتور عبدالله) ايضاً: " وذات يوم اطلعوني الى بناية الثكنة الكبرى التي يقطن في مهاجعها الثمانية عشرة، ثلاثة الاف معتقل واصعدوني الى الطابق الرابع حتى وصلت ال مهجع كبير وجدت في وسطه الرفيق خليل دياب(2) كتلة من لحم عاجزة عن التحرك، واقتادوني الى المهجع المجاور وبدأت عملية الجلد والتعذيب حتى تساويتُ برفيقي خليل دياب، وهذه الحالة استمرت مدة شهرين ونصف كاملين " .

" وقد تسببت من رمي الرفيق سعادة من درج وزارة الدفاع والتعذيب اللاحق بآلام خطيرة في سلسلة الظهر كما تسببت بعطل دائم في أعصاب الساقين، ويقول الرفيق سعادة: " بالرغم من المحاولات المتكررة بإجراء العملية الجراحية على ظهري لإنقاذ ما تبقى من الاعصاب لم يؤذن لي حتى 12 آذار 1965، وبعد أن تمكن الشلل مني وأصابني بالعطل الدائم. وحتى بعد العملية الجراحية في الجامعة الاميركية اختطفوني من المستشفى رغم اصرار الطبيب الجراح لحاجتي للبقاء فيه ثلاثة اسابيع ولكنهم هزؤوا بالطب والطبيب والمريض واختطفوني دون ان يكشف علي طبيب السجن او يسأل عني، وهذه تقارير الجامعة الاميركية تثبت ذلك. ويعتبر الرفيق عبدالله سعادة ان ما ناله من تعذيب هو المعدل المتوسط لما ناله رفقاؤه ".

*

" رغم كل ذلك واجه رفقاؤنا حملات البطش والتعذيب ببطولة عز نظيرها. كما ان رفقاءنا في الخارج، والمواطنون الذين كانوا يُقدمون على الانتماء، لم تجعلهم تلك الوحشية يتراجعون عن اداء القسم والانكفاء عن الحزب. على العكس كانوا أكثر تصميماً وأكثر جرأة وأكثر رغبة على الانتماء" .

هوامش

(1) يوسف السودا: من المع المحامين الذين تولوا الدفاع في المحكمة العسكرية .

(2) خليل دياب: من بلدة "عدبل" تولى في الحزب مسؤوليات عديدة محلية وقيادية. سننشر عنه نبذة في وقت غير بعيد.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024