إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الامينة ديانا المير

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2014-12-15

إقرأ ايضاً


في ستينات القرن الماضي التقيت بها كثيرا في "دار الزعامة" في ضهور الشوير حيث كان الطابق السفلي صالحا للسكن، او في منزل الامين جبران جريج في منطقة قريطم. فإليه كانت تتردد، وكنت بدوري اتردد منذ ان تعرفت الى الامين جبران جريج منفذا عاما لبيروت عام 1960، فاصرّ على ان اتولى مسؤولية مدير مديرية المصيطبة عام 1961 بدلا من الرفيق المناضل سيمون بهنا.

وفي منزل الامين جريج كنت التقي الفاضلة نبيلة صليبا عقيلة الامين منير خوري وبناتها، وقد جمعتهن الى الرفيقة ماري بربر جريج(1) (ام وسيم) واولادها: وسيم، ايمان وهني، مصاعب تلك السنوات التي اعقبت الثورة الانقلابية.

قبل ذلك بسنوات قليلة كانت الامينة ديانا المير قد تخلت عن كل شيء في الارجنتين وحضرت الى الوطن كي ترعى بنات اختها الامينة الاولى، صفية – اليسار وراغدة، بعد ان صدر الحكم الجائر الظالم بحقها.

وعندما كنت لا أراها، اسأل عنها واطمئن من المناضلة القومية الاجتماعية التي لم تؤد القسم، انما ناضلت في سبيل الحزب الذي عرفته في صباها في قلحات، ثم عبر اولادها، الرفيق الرائع رشا الذي خسرته باكرا، وخسره حزبه رفيقاً واعياً، مناقبياً، ومسؤولاً متفانياً، في الوطن وفي ملبورن. الرفيق جورج المقيم في ملبورن، الرفيقة سميرة التي اقترنت من الامين، القدوة النضالية، نبيل سيف(2)، وفدى التي، مثل امها، لم تنتم الى الحزب، انما سكن قلبها ووجدانها وعقلها.

يا ليت سنوات عمري تمتد كي اكتب عن المئات ممن شعّوا وفاءً وصدقاً، وكانوا ابناء الحياة لحزب اراده سعاده حياة جديدة لامتنا، ونظاماً جديداً، وتقاليد جديدة. احد هؤلاء ام رشا التي اخبرتني كم زارت الامينة الاولى في سجنها في المزة، مع ابنها الرفيق رشا، وكم كان بيتها في راس بيروت، بيتا للقوميين الاجتماعيين، وكم عرفت الصدق في التعاطي، واخذت عن والدها الشاعر سليمان نصر عشق الادب والشعر، فانكبت، وهي في سنواتها الاخيرة، على جمع قصائده واصدارها في ديوان.

*

في ايلول 1939 تعرفت المواطنة جولييت المير على سعاده عندما قام بزيارة الى اهلها. اذ كان شقيقها الاكبر جورج المير قذ انتمى الى الحزب. تفيد في مذكراتها (ص 39): "لم اكن قد عرفت او سمعت بوجوده في بيونس ايرس. كان جاء الى تلك البلاد قبل عودتي من نيويورك".

تركت هذه الزيارة اثرا كبيرا في نفسها. بعد فترة اتصلت بها الرفيقة مريانا فاخوري(3) وتعددت اللقاءات ثم قدمت لها كراس المبادئ. تضيف الامينة الاولى في مذكراتها: "واقسمت اليمين. بعد ايام اقسمت اليمين ايضا شقيقتي كتالينا، وكانت تسكن وزوجها وابنها في طابق قريب من بيتنا. وهكذا فعلت شقيقتي ديانا. فاصبحنا نحن الثلاث قوميات حديثات في الحزب".

وفيما تولت الرفيقة كتالينا مسؤوليات حزبية في بيونس ايرس منها مديرة لمديرية السيدات، ليس في ادبيات الحزب ما يشير الى ان الرفيقة ديانا عينت في احدى المسؤوليات، انما مسؤوليتها في رعاية بنات الزعيم في فترة اسر الامينة الاولى، قاربت بأهميتها كل مسؤولية ادارية، فقد كانت لهن اما، تعاني معهن، وتسهر على نموهنّ وتحرص على ان تؤمن لهن ما يجعلهن يحققن النجاحات الاكاديمية والشخصية.

كانت الامينة ديانا تتصف بالهدوء والرصانة، وتتميز بسهرها على بنات الزعيم، وخاصة الصغيرة منهن، راغدة.

اسجل اليوم اسفي اني لم اكن منصرفاً الى موضوع تاريخ الحزب، والا كان مفيداً جداً ان ادون للامينة ديانا الكثير من المعلومات التي خسرناها كما خسرنا غيرها برحيل الرفقاء المعنيين.

من هنا دعوتنا الى جميع الرفقاء ان يعتبروا تاريخ حزبهم من بين اولويات عملهم فيدوّن كل منهم ما يعتبره مفيداً، ويرفعه الى لجنة تاريخ الحزب.


في اواخر الخمسينات، ومع اخر دفعة من الامناء صدرت قبل الثورة الانقلابية، مُنحت الرفيقة ديانا المير رتبة الامانة تقديرا من الحزب على الكثير من تضحياتها.

*

في بيونس ايرس وقد توجهتُ اليها عام 1977 بدعوة من الامين رشيد سابا، تسنى لي ان التقي الرفيق جورج المير، والرفيقة كتالينا المير مسوح.

ومع الامناء رشيد سابا، توفيق للي، وانطون كسبو قمنا بزيارة الرفيق جورج في منزله في احدى ضواحي العاصمة الارجنتينية.

"بيت اللعب" سميته، وما زلت احتفظ في ذاكرتي بمنظر ذلك المنزل ضمن حديقة، والغني بكل ما يُفرح، ويجعل الداخل اليه يمضي فترة من السحر كأنه في احد روائع "والت ديزني".

لقد بنى الرفيق جورج المير بيته، لا للسكن، بقدر ما تعهد كل زاوية فيه للموسيقى، للقراءة، ولمتعة القعود مع الفن.

*

وفاتها :

عادت الامينة ديانا الى بيونس ايرس بعد ان كانت الامينة الاولى قد خرجت من السجن، وباتت تعتني ببناتها. عام 1986 فارقت الحياة فووريت الثرى في العاصمة الارجنتينية.

*

هوامش

(1)عرفت بلدة بتعبورة (القويطع، الكورة) الحزب منذ ثلاثينات القرن الماضي، وفيها عائلة بربر التي

انتمى من ابنائها العديد من القوميين الاجتماعيين والقوميات الاجتماعيات منهم اديب، د. حسيب،

فؤاد، هولندا صعب، نازك صوايا وليلى حريق.

عن بتعبورة التي تحولت الى مركز للحزب في اوائل اربعينات القرن الماضي عندما انتقل اليها على

مرحلتين المسؤولون المركزيون في حينه: جبران جريج، مـأمون اياس، عبدالله قبرصي، جورج عبد

المسيح ونهاد ملحم حنا.

يصح ان يُكتب تاريخها، ونحن نعمل على ذلك.

(2) نشرت عنه نبذة بتاريخ 18/08/2014، للاطلاع عليها، الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .

(3)اقترنت من الرفيق الياس فاخوري (راشيا الفخار). انتقلا الى سان باولو. فيها اسست مجلة "المراحل" ثم انقلبت على الحزب.

هذه النبذة تعرّف عن الامينة ديانا، انما لا تفي بكل سيرتها،

لذلك نأمل ممن عرفها في الوطن وفي الارجنتين، ان يكتب عنها او ان يزوّدنا بما يفيد اغناء سيرتها .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024