إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأول من آذار، يوم مجيد في تاريخ الأمة

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2012-03-02

إقرأ ايضاً


في الأول من آذارعام 1904 ولد أنطون سعادة في بلدة الشوير في لبنان. وفي هذا اليوم من كل عام يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون فيه بمولد الزعيم المؤسس الذي وضع الحلول المثلى للكثير من مشاكل الأمة قبل حوالي ثمانين عاما عندما أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وها هي وقائع الأحداث في فلسطين ولبنان والعراق والشام تثبت حقيقة ما قاله أنطون سعادة عن قومية الأمة وعن انتماء كيانات الأمة إلى متحد أجتماعي وسياسي واحد وأن تاريخها مشترك وواقعها مشترك ومستقبلها مشترك.

لم يدرك سعادة فقط الخطر الآتي من يهود الخارج بل تحدث عن الخطر الآتي من يهود الداخل وقال أنه الأكثر إيلاماً، وحذر من الانتماء للعروبة المزيفة واللبنانية المزيفة في الكثير من محاضراته ومقالاته في الثلاثينات والأربعينات. كما حذر من الغلو والتطرف الديني وكانت مقولته التي ستبقى منارة لأجيال النهضة القومية الأجتماعية بفصل الدين عن الدولة وقوله الماثور:"إن اقتتالنا على السماء أفقدنا الأرض".

نادى سعادة بالدولة القومية الأجتماعية وكرس حياته من أجل عزتها وكرامتها وانتصلرها مؤمناً بأن المجتمع معرفة والمعرفة قوة مدعومة بمقولة أن العقل هو الشرع الأعلى للانسان، وفيها أعاد للعقل موقع الصدارة في الحياة القومية.

ومع إيمانه بمبدأ العقل والمعرفة آمن سعادة أن المعرفة لا يمكن أن تنتصر إلا مرفقة بالقوة فيقول "أن القوة هي القول الفصل في إحقاق الحق القومي أو إنكاره"" ويقول بأن أزمنة مليئة بالصعاب تمر على الأمم الحية فلا يكون لها فيها بقاء إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.

كم كان أنطون سعادة محقاً في رؤياه ورؤيته عندما إستشرف ما ستكون عليه حال الأمة من الشرذمة والتفرق بسبب التناحر الديني والكياني وهذا ما تعاني منه الأمة هذه الأيام . وقد أظهرت الأحداث الأخيرة في العالم العربي كم كان سعادة محقاً في نظرته لوضع العالم العربي كيانياً واقليمياً. فها هم العرب (ممثلين بمجلس التعاون الخليجي) يتخلون عن القضية المركزية في فلسطين ويتجهون لوحدة جغرافية خليجية ترتكز على مفهوم عنصري للعروبة تقتصر على عرب الخليج وتناصب سوريا العداء. وها هما مصر والسودان تعالجان مشاكلهما القومية وتهربان من فريضة العداء لـ"اسرائيل" بل إنها أقرب إلى معاداة سوريا تضامناً مع عرب الخليج. ونظرة واقعية إلى دول المغرب العربي تُرينا كم أصبحت بعيدة عن قضايانا القومية كما ترينا عدم اكتراثها بما يحدث في بلادنا.

لم يبق من العروبة الحقيقية إلا سوريا تواجه الكيان العنصري الغاصب "اسرائيل". وهذا يؤكد قول أنطون سعادة بأن سوريا هي سيف العرب وترسهم وهي المؤهلة لقيادة العالم العربي، بحيث تشكل دمشق عاصمة الدولة السورية في مواجهة كل المؤامرات على الأمة.

كم كان سعادة محقاً في مبادئه من حيث وحدة الأمة وترابط كياناتها في المسار والمصير. كم كان محقاً في نظرته للعروبة الحقيقية والعروبة الكاذبة وفي شرحه لهما. كم كان محقاً في نظرته للأديان السماوية في الأمة ودعوته للتآخي الديني، وأن الدين واحد في الأمة عندما يقول أننا كلنا مسلمون لرب العالمين وأن للمواطن أن يعبد ما شاء شرط أن يخدم الدولة القومية.

هذه هي مبادئ أنطون سعادة التي نشأنا عليها والحقيقة التي تساوي وجودنا، وهكذا سنربي أجيالنا الحاضرة والقادمة، والتي ستقرر معركة المصير.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024