إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الإعلاميّون السوريّون: لأجلك يا سورية هذا القليل

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2014-02-21

إقرأ ايضاً


سنحت لي الأسبوع الفائت فرصة زيارة مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق بناءً على دعوة من صديق قديم. زيارة قصيرة كانت كافية لأرى عن قرب الكثير من جنود هذه الفرقة الخامسة في الجيش السوري التي يساهم جنودها في الدفاع عن سورية بكل ما أوتوا من معرفة وحقائق وقوة إقناع لإظهار حجم المؤامرة على سورية.

لا أبالغ إن قبلت إنني أعجبت كثيراً بما لمسته. شبّان سورية وشاباتها من المدن والأرياف والملل والمذاهب والأطياف كافة تنادوا للدفاع عن سورية فحملوا كلمتهم وأفكارهم وقدموا إلى ساحة الأمويين في قلب دمشق للدفاع عن كل سورية وكل العرب، من قلب العرب، من دمشق. إنتماؤهم لسورية فقط ولتاريخها وحاضرها ومستقبلها.

رغم محدودية الإمكانات التقنية المتوافرة لديهم انخرطوا في معركة المصير القومي متصدّين لأكبر عملية تزييف وتضليل إعلامية في تاريخ الحروب على أيّ أمة، ونجحوا إلى حدّ بعيد في إيصال الحقيقة إلى المواطنين السوريين وأصدقاء سورية التوّاقين إلى إعلام وطنيّ يطمئنهم على مصيرهم ومصير وطنهم.

حماة الديار الإعلاميون نجحوا في التصدّي لتحالف إعلاميّ دوليّ ضدّ أمّتهم هو الأوّل من نوعه في تاريخ الحروب. حرب تشارك فيها إمبراطوريّات إعلامية خليجية وعالمية وإقليميّة وعربيّة تساندها وكالات أنباء عالميّة ومؤسسات إعلاميّة متخصّصة ومشهود لها في فنّ إدارة الحروب الإعلامية والنفسيّة، مدعومة بجيوش من المواقع الإلكترونية بلغات الأرض المكتوبة وخبراء متخصّصون في فن كتابة الخبر وبثّه ونشره وتعويمه وتنقله. ويعمل إلى جانب هؤلاء شخصيات إعلامية تدير برامج حوارية على عشرات الفضائيات العشوائية والمنظمة تستضيف ما يقال عنهم مثقفين ومفكرين ومحلّلين وشتّامين، مهمّتهم تشويه سمعة القيادة السورية وسمعة جنودها حماة الديار في حرب شبه كونيّة معتمدين بثّ الأكاذيب وقلب الحقائق وتزوير الصورة وفبركة الحوادث بطريقة ممنهجة تلغي مقدرة العقل على التحليل لتشويه صورة القيادة السورية والجيش السوريّ. كل ذلك مدعوم ومموّل بأموال النفط والغاز من دول عربية هجينة أقلّ ما يقال عنها إنها لا تزال تعيش في عصر «داحس والغبراء» لكن بمسمّى جديد هو «داعش والنصرة».

الإعلاميّون السوريّون ارتقوا إلى الحدث وكانوا جنوداً فعليين في خط الدفاع الأول عن سورية. حملوا هويّاتهم وأسماءهم التي لا تعترف بطائفة أو مذهب، مؤمنين بوطنهم وبالحقيقة بأنّ سورية على حقّ، ناذرين أنفسهم لخدمة قضية تساوي وجودهم فكانوا كاميراتهم وميكروفوناتهم وكلماتهم في جبهات القتال الصواريخ والراجمات والأحزمة الناسفة التي انقضّت على أعداء سورية من «إئتلاف» و»نصرة» و»داعش» و»حر» وسائر المسمّيات، تقضّ مضاجعهم في جبهات القتال وفي مكاتبهم الإعلامية المجهزة باحدث وسائل الإتصال وتؤرّقهم في فنادق الخمس نجوم الفاخرة في اسطنبول وواشنطن وباريس وجدة وفي طائرات البوينغ التي تنقلهم من عاصمة إلى عاصمة للتآمر على سورية.

نجح الإعلام السوري في التصدّي للمؤامرة وللتضليل الإعلاميّ الذي مارسته بغض وكالات الأنباء العالمية والعديد من المحطات العربية اللغة العبرية الهوى، باعتماده الحقيقة الواضحة وإيمان إدارته بأن من حق الشعب السوري ومعه أصدقاء سورية أن يعرفوا حقيقة ما يحصل على أرض الوطن، فكانت الوقائع صادقة والأرقام صحيحة، ولذلك نجح في تعرية الكذبة الكبرى التي يسمّونها «الربيع العربي» وشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتبيان زيف العناوين البرّاقة الكاذبة بالدستور والإصلاح والعدالة والتحرّر والمساواة.

لا بد من الإشادة بالدور المميز الذي قام به الإعلام السوري في لقاءات جنيف بشقيها، وفي إظهار وجهة نظر الحكومة السورية للعالم، وفي كشف حقيقة «سوريّي بندر وفورد» ومدى ابتعادهم عن حقيقتهم السورية.

فتحية إلى جنود سورية الإعلاميين في سائر مواقعهم، وتحية إلى كل شهيد وجريح ومخطوف منهم، لأنهم حقاً يعملون لأجل شعار عظيم سمعت أحدهم يردده: «لأجلك يا سورية هذا القليل».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024