إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هذا هو حزب سعاده

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2012-06-15

إقرأ ايضاً


على مدى الأسابيع التي سبقت مؤتمر الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي عقد في بلدة الشوير يومي 9 و10 حزيران الجاري، تابعت بشغف الأخبار والتحليلات الصحافية والسياسية في الصحف المحلية عن المؤتمر ومصير الحزب و«الربيع القومي» وإلى أين يسير الحزب القومي وما هو مصيره؟ هذه العناوين وغيرها كانت تشغل بال بعض الغيورين حقيقةً على الحزب، كما كانت تشغل بال عدد من الذين يضمرون العداء للحزب ونهجه ومسيرته وتاريخه.

كان انعقاد المؤتمر ونتائجه الردّ الفعلي على عدد من الكتّاب والكتبة المغرضين الذين تنبأوا بأن الحزب مقبل على التغيير، وأن «الربيع القومي» قادم على الحزب وأنه إذا لم يأت هذا «الربيع» فالخطر الداهم يحيط بالحزب. كانت تنبؤات هؤلاء كتنبؤات قناتي «الجزيرة» و«العربية» وتوابعهما، كونهم يستقون أخبارهم مكتوبة وجاهزة باللغة الإنكليزية وفي بعض الأحيان مترجمة إلى اللغة العربية تسهيلاً للنشر.

أثبت الحزب السوري القومي الاجتماعي أنه حزب طليعي في الأمة من حيث إيمانه بالاستحقاق الدستوري، فانعقاد المؤتمر في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها الأمة خاصة في دمشق ليس بالأمر الهيّن لوجستياً وأمنياً. لكن الذين يعرفون الحزب وتاريخه يدركون أن التصميم والإرادة هما شعاره منذ التأسيس وفي كل المراحل. فكان المؤتمر النوعي لناحية عدد الحضور ونوعيته والقرارات والانتخابات التي أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها كانت ديمقراطية بكل معنى الكلمة.

هل ثمة مشهد أبْلَغ من مشهد القوميين الاجتماعيين في مسقط رأس أنطون سعاده من جميع طوائف الأمة وكياناتها رجالاً ونساءً، شبّاناً وشابات، أغنياء وفقراء، آباء وأبناء، مقيمين ومهاجرين، أتوا من أنحاء الأمة والمغترب ليجتمعوا ويتحاوروا ويتناقشوا بانفتاح في مصير الحزب ومصير الأمة.

كانوا كلهم من أغناهم إلى أفقرهم، ومن أكثرهم علماً إلى أقلّهم تحصيلاً يتناقشون ويتبادلون الآراء ويقترحون تارة برحابة صدر وتارة بعصبية، آملين في أن تنال اقتراحاتهم وآراؤهم موافقة الأكثرية لتبنيها في المقررات النهائية للمؤتمر.

تحالف البعض في لائحة لأجل مصلحة الحزب أمام مجموعة أخرى ترى في ما تراه مصلحة الحزب من وجهة نظرها. جرت الانتخابات وفاز من فاز بالأكثرية بأصوات القوميين وتقَبّل الباقون النتائج بدون اعتراض أو شكوى. الكل كان يريد مصلحة الحزب ولكن بحسب رؤياه.

هذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي. هذا هو حزب سعاده العقدي. هذا هو حزب الانتصار على الذات قبل الانتصار على العدو الذي يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا. هذا هو حزب العقيدة القومية الاجتماعية التي «لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ».

هذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يقود حركة «الربيع العربي» الحقيقي منذ تأسيسه قبل ثمانين عاماً، يوم أعلن الزعيم أنطون سعاده انطلاقة الحركة القومية الاجتماعية، مطالباً بطرد المحتلين الفرنسيين والإنكليز من الوطن السوري كلّه. الربيع العربي انطلق مع النهضة القومية الاجتماعية قبل ثمانين عاماً عندما أعلن سعاده مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي التي دعت إلى المساواة بين كل المواطنين السوريين بعيداً عن الانتماء الدينيّ والعرقيّ والكيانيّ، فكان أول حركة سياسية قومية اجتماعية تضع مبادئ المساواة بين أبناء الأمة الواحدة، وأول من يدعو إلى وحدة قومية تحمل شعار «كلنا مسلمون لرب العالمين».

القوميون الاجتماعيون أينما التقوا ومهما اختلفوا يلتقون دائماً على قواسم مشتركة لا يمكن أن يختلفوا عليها. هذه القواسم المشتركة هي البوصلة التي تقودهم في توجهاتهم القومية، وهم لا يتخلون بسهولة عن الثوابت لأنها المرتكز الذي يستندون إليه في عملية الانتقال من الفوضى إلى النظام ومن الجمود إلى الحركة.

تلك الثوابت هي الهوية القومية الاجتماعية، تضاف إليها وحدة المفهوم للحياة وطبيعة الصراع والخطر «الاسرائيلي» الداهم المحيط بالأمة، وأن مصلحة سورية فوق كل مصلحة. هذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهذا مفهومه للأمة والاستحقاق الدستوري والحوار والديمقراطية، وهذا المفهوم المُركّب هو الذي يميّز الاحزاب والدول المعاصرة ويَطْبَعُها بطابع الجدية والحداثة.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024