إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

توازن سورية العسكري هو مع «إسرائيل» فحسب

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2013-07-12

إقرأ ايضاً


استوقفني كثيراً طلب الهدنة خلال شهر رمضان المبارك الذي تقدم به السيد أحمد الجربة الرئيس المعيّن والموقت» الخامس أو السادس لـ«الأئتلاف» السوري المعارض الذي يقيم أعضاءه في أفخم فنادق الخمس نجوم حول العالم ويتنقلون بسيارات فارهة ويدخنون السيجار الكوبي. واستوقفني أكثر اشتراط هذا «الأجير» الجديد لدى «جبهة أعداء سورية» تأكيده على أنّ تجمعه لن يذهب إلى التفاوض في جنيف- 2 إلا بعد حصول توازن في القوة العسكرية بين مرتزقته وقوات النظام في سورية.

لا شك فيّ أن أي مواطن يعرف القليل عن الاستراتيجية العسكرية والسياسية يدرك أن هذا الاقتراح النداء الجريء من الجربة لم يصدر عن قائد استراتيجي مؤهل لقيادة سورية في أصعب ظروف تمر فيها بل هو صادر عن شاب هاوٍ وصل حديثاً إلى موقع لم يكن يحلم بالوصول إليه لولا تعليمات المخابرات المركزية الأميركية وأموال السعودية وتسليح حمد بن جاسم القطري قبل تفنيشه وخبث الإنكليز ونذالة الفرنسيين وحقد أحمد داوود أوغلو التركي وخيانة بعض السوريين «الأغراب» الذين باعوا وطنهم بثلاثين من الفضة.

هل يتوقّع هذا القادم في الوقت الضائع أن يستجيب الرئيس بشار الأسد لمطلبه بمجرد أن تحدث به للإعلام وأتاه التأييد مباشرة من مفتي الأمم المتحدة الجديد والضليع بأمور «حروب المسلمين» في الأشهر الحرم أمينها العام السيد بان كي مون؟!

هل يتوقع هذا «الجربة» ومن عيّنه وموّله وأفتى له بأن يأمر الرئيس الأسد الجيش السوري الذي هو على أبواب أعظم انتصار على أعظم مؤامرة في التاريخ وإنهاء حالة «النصرة» وأنصار «النصرة» وسائر المسميات التي نشرت أوبئتها في بعض مدن سورية وأريافها بوقف القتال؟

المؤمن لن يلدغ من الجحر مرتين فكيف إذا كان الأذى أتى من أكثر من جحر ووكر ومخبأ ومغارة. القيادة السورية لن توافق على وقف إطلاق النار كرمى لعيون السيد «الجربة» وكرمى لعيون المفتي الجديد لأعداء سورية السيد بان كي مون ولن يسمح للنصرة و»الحر» وأخواتهما بالتنفس مرة أخرى لأنّه لم ينس إخلالهم بأكثر من هدنة منحهم إياها خلال السنتين الماضيتين ونكثهم بوعودهم أكثر من مرة بشهادة وتقارير مبعوثي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومراقبيها. الشعب السوري والجيش السوري لم ينسيا جرائم القتل والنحر والتفجير والاغتصاب والسبي والإعدام و»التملك شرعاً» التي مارسها ويمارسها مقاتلو «النصرة» و»الحرّ» الأعضاء الفاعلون في جبهة «الجربة» بحق أبناء سورية وبناتها والتي يعلم «الجربة» وصديقه الشيخ الجديد بان كي مون أنها جزء من الأعمال المحرمة التي يقول بها الإسلام قبل تحريم القتال في الأشهر الحرم؟

يبدو أن السيّد «الجربة» يتوقّع أن يأمر الرئيس الأسد قواته بالانسحاب من مواقعهم ويأمر أيضاً بفتح طرق التهريب عبر الحدود التركية واللبنانية و»الإسرائيلية» والأردنية وعندئذ يمكن التفاوض على مستقبل سورية بعد أن تتحقق نبوءة السيد «الجربة» بالتوازن العسكري مع الجيش السوري حامي الديار!

لمن لا يتذكر أو لمن نسي كيف بدأت المؤامرة على سورية ونظرية الديمقراطية و»الربيع العربي» أقول بالاستناد إلى خطاب الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب السوري مع بدء المؤامرة على سورية إذ أدرك مباشرة أن المؤامرة كبيرة وأن الطريق طويلة وشاقة وأن سورية ستواجه صعوبات جمة في حربها ضد المؤامرة لكنه في كل كلمة قالها ولا يزال يشعّ اليقين بالنصر في عينيه ونبرة صوته وإيمانه الحق بأن سورية أرض الخير والجمال.

يدرك الرئيس الأسد أن المؤامرة كبيرة ولكن سورية ستنتصر لأن «الله حاميها» بشعبها وجيشها وتاريخها المشرّف. لم يخف الرئيس الأسد عن شعبه الخطر القادم نتيجة الهجمة شبه الكونية يوم أعلنت الجامعة «العبرية» الناطقة بالعربية الحرب على سورية ويوم بدأت الحروب الإعلامية التضليلية ويوم بدأ عراب الإخوان المسلمين في العالم العربي مفتي الناتو المليونير يوسف القرضاوي بفتاوى القتل والذبح والتشويه والتفجير في سورية.

أتمنى ألّا يكون «الجربة» استعان بحلفائه عندما تنطح بهذا العرض على القيادة السورية خاصة المستشار الأول المعتكف في معراب وحليفه المتنقّل بين باريس والرياض والأمين العام المنتقل حديثاً إلى صيدا للدفاع عن صديقه أحمد الأسير والخطيب المفوه أحمد الحريري بعدما استعاد الكثير من وزنه الذي فقده خلال جولاته «التيارية» في أنحاء الجمهورية اللبنانية والمغتربات فكانت نتائج تنبؤاتهم مذهلة إذ بقي النظام بعدما توقعوا سقوطه نحو 15 مرة منذ عيد الفطر عام 2011 . كما أتمنى ألّا يكون إعتمد على تحليلات «المفكر العربي» الكبير عزمي بشارة الذي أدت فلسفته وتحليلاته الإيدولوجية إلى تقاعد مبكر لأرباب عمله في قطر وإلى تغيير جذري أراه واضحاً في سياسة الأمير الجديد التحالفية والتمويلية إذ سيكون همه الرئيسي في السنوات المقبلة الحفاظ على مكتسب قطر الأكبر أي كأس العالم 2022 والذي بدأت التلميحات بسحبه بحجة عدم قدرة الأوروبيين على تحمّل حرارة الصيف القطري إلّا إذا حدثت معجزة إلهية وتبدّلت درجات الحرارة صيفاً إلى ما دون عشرين درجة في شهري حزيران وتموز عام 2022. كما أتمنى ألّا يكون السيد «الجربة» استمع إلى نصيحة صديقه محمد مرسي «العيّاط» الذي توعّد سورية بالهزيمة وقطع علاقات مصر مع سورية فقالت مصر رفيقة سورية في كل حروبها ضد «إسرائيل» كلمتها وقبل أن يجف حبر كلمات مرسي «العيّاط» قال الشعب المصري كلمته فقلبوا مرسي مع إخوانه إلى غير رجعة واستعادوا الثورة وأعادوا للعروبة في مصر حقيقتها.

كلمة أخيرة للسيد «الجربة»: «تعلموا من تجارب التاريخ القريب أن الولايات المتحدة تبيع أصدقاءها بأثمان رخيصة. هكذا فعلت مع الشاه في إيران ومع حسني مبارك في مصر ومع بينوشيه في تشيلي ومع فرديناند في الفليبين ومع الآذاريين الـ 14 في لبنان. آن الأوان لأن تعيدوا إلى ذاكرتكم أن الصديق الوحيد الذي لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تتخلى عنه في أي ظرف من الظروف هو «إسرائيل» وأن التوازن العسكري الذي تعمل من لأجله سورية هو مع «إسرائيل» فحسب».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024