إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دماء السوريين ستنتصر على آبار الغاز والنفط القطرية السعودية

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2013-04-12

إقرأ ايضاً


سيتغيّر وجه التاريخ نتيجة الصمود المذهل والأسطوري للسوريين، قيادة وجيشاً وشعباًً، في وجه أعظم وأعتى مؤامرة في التاريخ القديم والحديث. سيدوّن كتبة التاريخ صحة ما قاله الزعيم أنطون سعاده في أن في السوريين قوة ستغير وجه التاريخ الذي يكتبه المنتصرون فحسب، كما كان القائد الفرنسي نابليون بونابرت يقول.

مؤامرة يشنّها أعراب يدّعون الأخوّة الدينية والقومية، باسم والحرية وحقوق الإنسان، ويديرها أربابهم «الإسرائيليون» والأتراك و«الناتويين» على اختلاف لغاتهم وتنوع عملاتهم ووسائلهم الإعلامية وأسلحتهم الفتاكة وإرهابييهم القادمين من أصقاع الدنيا، طمعاً بما وعدهم به مفتي الناتو وشيخ الفتنة «الدكتور» الملياردير يوسف القرضاوي كجهاد النكاح وسبي البنات واستملاك بيوت السوريين وأراضيهم كغنائم حرب، وبالطبع الغاية المنشودة الوصال مع «حور العين» اللاتي ينتظرنهم على أحرّ من الجمر لمتعة أبدية لا تزول!

حرب لا مثيل لها يموّلها عرب يتزعّمهم أمير في إمارة لا تاريخ يذكر لها، اسمها «قطر»! أمير اغتصب السلطة من أبيه بشكل «ديمقراطي» غير مسبوق قبل نحو عشرين عاماً وقدم إلى العالم أعظم مثال على «تداول السلطة» ولا يزال حتى يومنا هذا! أمير ولّى زوجته وأولاده وابناء عمومته وقبيلته على مقدّرات بأكملها فعيّن ابنه وليّاً للعهد ووزيراً فعلياً للداخلية والدفاع، وعيّن ابن عمه «الشريك في الإنقلاب على الأب» رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية، وابن عم آخر رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «الجزيرة»، رأس الحربة في الحرب على سورية، وسلّم البنوك والمؤسسات المالية لحاشيته، وعيّن ولي عهده بشكل «ديمقراطي تعييني»! رئيساً أبدياً للجنة الأولمبية القطرية، وحوّل الأندية الرياضية أداة تسلية ومنافسة لأبنائه في ملاعب خالية إلاّ من كاميرات التلفزيون ولاعبي الاحتياط في الفرق المتنافسة وبعض الهتّافين الذين يتقاضون رواتب لقاء حضورهم المباريات.

هذه هي «ديمقراطية قطر» التي التي يجب أن يقتدي بها السوريون. دولة دخلت التاريخ فعلياً عام 1995 إثر انقلاب «غازيّ-بتروليّ» يحمل كل متطلبات الديمقراطية الأميرية – الأميركية. دولة تدير مفاصل الحياة فيها شركة «إكسون موبيل» الأميركية بعدما كفلتها لدى المؤسسات المالية والبنوك العالمية عام 1996 لتمويل مشاريع الغاز الطبيعي، وتدير منذ ذلك الوقت كل نواحي صناعة الغاز القطري بدءاً من إدارة حقل غاز الشمال، باحتياطياته التي تبلغ أكثر من 900 تريليون قدم مكعب، وصولاً إلى إشرافها على عمليات الإستكشاف والحفر والاستخراج والتصنيع والتسويق. حقيقة تدركها سائر الشركات العاملة في قطر، في مشاريع مشتركة أو بشكل مستقل، وتدركها الدول كافة التي تستورد الغاز القطري كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وإسبانيا والمملكة المتحدة وغيرها.

إلى جانب قطر، وتحت شعار «الديمقراطية للشعب السوري» و«حقوق الإنسان» تقف مملكة آل سعود بكل ثقلها ومكر «بندرها» وخبثه الذي تعلّمه في الولايات المتحدة يوم كان سفيراً للمملكة في واشنطن لأكثر من عشرين عاماً. تاريخ السعودية في الديمقراطية مذهل ويقتدى به. تاريخ يعود إلى اليوم الذي قام فيه آل سعود بمعاونة الإنكليز قبل نحو 200 عام بسفك دماء معظم رجال قبيلة آل الرشيد، الحكّام الأصليين للبلاد، وحوّلوا بلاد نجد والحجاز إلى مملكة تحمل اسم قبيلتهم وأعطوا الحقّ لأنفسهم، تعاونهم بريطانيا قبلاً والولايات المتحدة حالياً، في التصرّف بالمقدرات البترولية الهائلة يتوارثونها ويورثونها لإخوتهم وعمر أصغرهم ثمانون عاماً.

مع هاتين الدولتين تقف جامعة عربية أقرب بلغتها وسياستها وقراراتها إلى العبرية من العربية، خاصة أمينها العام المسمّى نبيل العربي ولا يحمل من اسمه شيئاً من النبل والعروبة.

أيّ ديمقراطية يريد هؤلاء في سورية؟ ديمقراطية الممالك الأبدية؟ لهؤلاء جميعاً يقول السوريون: «أصلحوا أنفسكم ودولكم أولاً وثم تعالوا لتغيير النظام عندنا. تداولوا السلطة في بلادكم ثم نادوا بتداول السلطة عندنا. أعطوا شعوبكم الحرية أولاً ثم نادوا بها عندنا. طبّقوا تعاليم الإسلام في بلادكم أوّلاً ثم يمكنكم الالتفات إلى سورية وشعبها. أنتم المشيخات الوراثية بالموت الطبيعي أو الانقلاب على الأهل؟

يكفي سورية فخراً أنها حافظت على لغتكم، لغة الضاد، لغة أهل الجنة، يوم تخلّيتم عنها في مدارسكم ومناهجكم الدراسية وإعتمدتم الإنكليزية بدلاً منها. يكفي سورية فخراُ أنها لم تفرض تأشيرة دخول (ولا تزال) على أي مواطن عربي أراد دخولها أو اللجوء إليها.

يكفي سورية فخراً أن فلسطين لا تزال بوصلتها وأنها ما زالت تفرض ذلك في مناهجها الدراسية. يكفي سورية فخراً أنها كانت الوحيدة التي رفضت غزو العراق يوم تحالفتم أمماً وقبائل ضدّه عام 2003 وفتحتم حدودكم وصحاريكم ومدنكم وبيوتكم للغزاة باسم الحرية ليدمروا العراق، وقد فُرض عليكم مجبرين دفع ثمن كل رصاصة وقنبلة وصاروخ أطلقت لقتل أكثر من مليون ونصف مليون عراقي وتدمير اقتصاده، وها أنتم اليوم تدّعون العفة والطهارة حيال شعب العراق وتبدون الغيرة والحرص عليه من إيران التي افتتحت سفارة لفلسطين يوم انتصرت ثورتها وساندت المقاومة اللبنانية في حربها ضد الكيان الغاصب في لبنان وفلسطين.

يكفي سورية فخراً أنها لا تزال حتى الساعة حليفة المقاومة التي حطمت أسطورة «إسرائيل» الدولة التي لا تقهر. يكفي سورية فخراً أن جيشها، حماة الديار، لم يبع نفسه للشيطان وبقي صامداً بشكل أسطوري يواجه كل افتراءاتكم وتفجيراتكم وغزواتكم وكذب «عربيتكم» و«جزيرتكم» ويرفض أموالكم ونفاق فتاويكم باسم الدين وهو منكم براء.

خاتمة: قبل أكثر من سبعين عاماً قال أنطون سعاده: « إن أزكى الشهادات هي شهادة الدم» و«إن كل ما فينا هو من الأمة، وكل ما فينا هو للأمة، الدماء التي تجري في عروقنا هي عينها ليست ملكنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024