إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رسالة مفتوحة إلى سمير جعجع

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2013-08-23

إقرأ ايضاً


لمناسبة سقوط «الإخوان» ومشروعهم الإقليمي الأممي إلى غير رجعة أتقدم بعظيم الأسف المواساة من «الحكيم» غير الجامعي سمير جعجع «القائد العام للقوات اللبنانية» والمستشار الأول لمجموعة «لبنان أولاًً» ومن كل من حالفه وتبعه وصدّقه أو وقف معه على هذه الفاجعة الأليمة التي ألمّت به وبهم من جرّاء سقوط مشروع «فليحكم الإخوان» الذي بشر به مع بدء ثورات «الربيع العربي» الكاذبة. لك منّي كل العزاء... ومن بعدهم طول البقاء.

يا سمير لا يختلف المحلّلون في السياسة المحلية والإقليمية والدولية ما عدا قناة «الجزيرة» «العربية» غيرت الاتجاه على أن سقوط «إخوانك الإخوان» في مصر كانت أكبر خيبة أمل لك ولحلفائك في 14 آذار والكثير من أعضائها في جوقة «الردّيدة» من متعلمنين ومتأسلمين ومتسعودين ومستعربين ومتأمركين ومتسكّعين ومتزلّفين منذ هزم أبطال المقاومة الأشاوس في لبنان حلفاءك جنود «الجيش الذي لا يقهر» في حرب تموز 2006 حاملين معهم مفاتيح أقفال بوابة فاطمة التي خرجوا منها إلى غير رجعة.

«إخوانك» في مصر وتونس وليبيا حلفاء أحمد داوود أوغلو والطيب أردوغان أصبحوا في خبر كان. فشلوا في ليبيا التي جزّأوها وقسّموها إلى دويلات ومعسكرات وميليشيات متناحرة بعدما كانت دولة يتودّد إليها الغرب قبل الشرق ونشروا الفوضى في تونس التي سيسقطهم شعبها العظيم في الأيام والأسابيع المقبلة وفشلوا في أن يحكموا مصر التي سرقوا ثورتها على غفلة من شبابها وأرادوا أن يفرضوا فيها نظام خلافتهم الأردوغانية رغماً عن إرادة شعبها فكانت نتيجة ذلك أن رفضهم شعب مصر وجيشها الأبيّ وها هم «إخوانك الإخوان» مطاردون وتائهون في صحراء سيناء وأرياف مصر وعلى ضفاف النيل وكثير من قادتهم الذين كانوا حتى أيام قليلة يتفرعنون ويتوعّدون يقبعون في الزنازين حيث يستحقون وينتمون.

أما في سورية فكان وعي الشعب ووطنيته بالمرصاد لـ»إخوانك وإخوانهم» مع بدء ربيعهم الكاذب فأفشلوا مخططهم. وعندما أظهروا وجههم الحقيقي الإجراميّ الذي يعتمد القتل والإرهاب والقتل والسحل وأكل الأكباد وسرقة المصانع والبيوت وتدمير البنى التحتية ونكاح الجهاد وامتلاك العذارى تصدّى لهم جيش سورية وحماة ديارها وسحقهم في كل مواجهة معهم رغم ألوف المرتزقة الذين مولهم بندر بن سلطان رب عمل أميركم الشيخ سعد «العطشان» ورغم أطنان الحفاضات والبطانيات التي زودهم بها «أجير» الشيخ سعد المدعوعقاب صقر تمكن جيش سورية من هزيمة «إخوان إخوانك» وأعوانهم من شيشان وأعراب وأفغان وأتراك وعٍجان في كل واد وقرية وريف وشاطئ ودسكرة وفي الجبال والسهول والمدن والشوارع والمدن في درعا وداريا وحمص وحلب واللاذقية والقصير والضمير والمعضمية وعدرا وأرياف سورية كلها.

ليطمئن عقاب صقر أنه سيكون بإمكانه قريباً توزيع الحفاضات والبطانيات التي حملها إلى سورية عبر تركيا على ما تبقى من قوى «إخوان إخوانك» في «النصرة» و«القاعدة» و«الحّر» ليتغطوا بها من برد جبال تركيا ولبنان وفلسطين حيث سيلجأون وليتحفضوا بها لأجل الصحة العامة ومنعاً للتلوث البيئي في المغاور والكهوف التي سيختبئون فيها هرباً من شباب سورية العظام وجنودها حماة الديار الذين أذهلوا الدنيا بعمق انتمائهم وإيمانهم وصمودهم وشجاعتهم.

رهانك على «إخوانك الإخوان» يا سمير كان خاطئاً منذ البداية. كنت تعرف أنه خاطئ لكنك كنت تكابر لأنك لا تعرف قول الحقيقة مباشرة. تاريخك خير شاهد عليك. مراهناتك منذ أطلقت أول رصاصة في حروبك اللبنانية قبل سبعة وثلاثين عاماً كانت خاطئة وتحليلاتك خاطئة وتنبؤاتك خطايا.

أودّ أن أطرح عليك سؤالاً افتراضياً رغم إستحالة تحقيقه أيها «القائد الملهم»: «لنفترض أن إخوان إخوانك كانوا ليحكموا سورية ومن بعدها لبنان هل كانوا ليرحموك أنت ومن معك من أنصار وتابعين ومنتمين بعد أن ينتهوا من خصومك المسلمين والمسيحيين على تعدّد مذاهبهم؟ هل كانوا ليعيّنوك أميراً على ولاية لبنان أو ولاية سورية ولبنان لتحمي مسيحيي المشرق من شرّهم؟

هل كانوا ليعيدوا إليك المطرانين المخطوفين أو مئات الشباب المؤمنين بمسيحيتهم وأمتهم لتعيدهم إلى أهلهم؟ وهل كانوا ليسمحوا لك وأنت أخوهم في عقيدة العداء لسورية بإعادة بناء الكنائس التي هدموها على رؤوس المؤمنين في كل قرية سورية دخلوا إليها؟ هل كانوا ليعيدوا إليك أجراس الكنائس التي سرقوها والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة عاش فيها مسيحيو المشرق يعتزون بوطنيتهم وانتمائهم وقوميتهم مع إخوتهم المسلمين من كل الطوائف من دون أن يشعروا يوماً بأنهم غرباء في وطنهم الذي لم يعرفوا وطناً سواه؟ هل سيتكفل حلفاؤك وأصدقاؤك وأخوتك في العداء لسورية أمثال أحمد الأسير وعمر بكري فستق وداعي الإسلام الشهال والشيخ الرافعي والنائب خالد الضاهر وزميله معين الرعبي وأحمد الحريري وبعض أنصارهم في شوارع طرابلس وحاراتها وعكار والبقاع بحماية من ينتمون إلى كنيستك وباقي الكنائس في حدود إمارتك في إذا ما تسلّم «إخوان إخوانك» الحكم في سورية ولبنان؟

معروف أنك تلجأ دوماً إلى الخلوة في محراب معراب في الساعات الحرجة وعندما تريد أن «تستوحي» القرارات. أتمنى عليك أن تختلي بنفسك من دون المستشارين هذه المرة وأن تراجع كل مواقفك وتحاول التنبؤ بالمستقبل بعيداً عن فيلسوف تجمّعكم أحمد الحريري وأمينكم العام فارس سعيد لعل الإلهام يأتيك فتهتف مردّداً مع ملايين المؤمنين بوطنهم وأمتهم بعيداً عن المذهبية والطائفية «فليهزم مشروع الإخوان» في سورية ولبنان.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024