إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

المنافقون أعداء سورية إلى جهنّم وبئس المصير

علي البقاعي - البناء

نسخة للطباعة 2012-12-07

إقرأ ايضاً


لم يعد خافياً على أحد في العالم العربي الحقيقة التي أصبحت واضحة وضوح الشمس وهي أن هناك مؤامرة على سورية تشارك فيها، إضافة إلى الولايات المتحدة، مجموعة من الأعراب الذين أعمى المال والسلطة بصيرتهم فينادون الغرب ليلاً ونهاراً لاحتلال سورية وهم على استعداد لدفع كل ما يلزم من المال لأن أنظمتهم المتوارثة منذ مئات السنين ستسقط إذا خرجت سورية منتصرة في هذه الحرب شبه الكونية.

إنهم أنفسهم الذين نادوا وموّلوا وشاركوا في الاعتداء الأميركي على العراق عام 2003 وكانوا السبب في تدمير مؤسساته وإضعاف اقتصاده وضرب وحدته وشرذمة جيشه وقتل خيرة مثقّفيه وعلمائه، يعملون اليوم لتدمير سورية ويتباهون بذلك في مجالسهم وفضائياتهم ومنتدياتهم وبعض مراكزهم الدينية. إنهم المنافقون الذين ذكرهم القرآن الكريم وتحدث عنهم رسول الإسلام إلى العالمين.

هؤلاء الذين تغمست أيديهم بدم العراقيين من كل الطوائف والملل يتآمرون اليوم باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يُحرّمونها على شعوبهم ضد سورية، ويعملون على تدمير ما بناه أبناء سورية طيلة نصف قرن من الزمن في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والزراعية والصناعية، وتدمير ما تم إنجازه في مجال الصناعات العسكرية التي لا تؤرق فقط ربيبتهم «إسرائيل» بل حليفتهم الولايات المتحدة.

بعض أعراب الخليج الذين وصفهم القرآن الكريم بـ «أشد كذباً ونفاقا» كانوا ولا يزالون يخافون من سورية وقوتها وثبات قيادتها وصمودها، معلنين حرباً عليها منذ أكثر من عشرين شهراً هي الأشرس تاريخياً من حيث نوعيتها وتفرعاتها العسكرية والنفسية والإعلامية والإقتصادية والتضليلية. لكن رغم قساوتها لا يزال حماة الديار، وأعني جيش سورية وقيادتها وشعبها، يقفون وقفة العزِّ التي عزَّ نظيرها ويتصدّون لمؤامرة «أخوتهم العرب». عشرون شهراً لم تُتعب حماة الديار بل زادتهم إصراراً على الصمود في كل مواقعهم لدحر مجموعات الإرهاب المحلّي والعالمي الآتي بإسم الدين وحقوق الإنسان والديمقراطية.

سورية صامدة ونصرها بات واقعاً ملموساً رغم قساوة المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة ويمولها شيوخ بلدان جزيرة العرب وحكّامها بقيادة الملك العليل عبدالله بن عبد العزيز وابني أخويه بندر بن سلطان وسعود الفيصل وأبناء عمومته بالدم في العمالة للأجنبيي «أمير الديمقراطية» وفارس الشهامة العربية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده «الأمين» تمام بن حمد وإبن عمه اللدود ورئيس وزرائه حمد بن جاسم.

هؤلاء المنافقون لن يتمكنوا من هزيمة سورية ولو صرفوا كل أموال النفط والغاز وصناديق استثماراتهم. سيفشلون ومعهم إبنهم البار سعد وأخوه في العداء لسورية الحكيم المحكوم «سمير» والشاب المدلل ميشال معوض وصديقه أمين وهبي ولا أنسى المفكر الملهم والأجير الهارب من خدمة ناخبيه وأعني الصقر «عقاب» الذي يشتري «حليب الأطفال» الذي حرم منه بعض أبناء الشعب السوري مذ بدأ هو ومعلّمه يشتريان الضمائر وتأمين السلاح للمتمرّدين على النظام في سورية، إضافة إلى من التحق بهم من مرتزقة قدموا من الهند وباكستان وأفغانستان وليبيا والسعودية وقطر وتونس واليمن والشيشان ومن دول أوروبا وأميركا اللاتينية والذين يحملون صكوك الملكية لحوريات الجنة التي وعدهم بها مفتي الناتو المليونير يوسف القرضاوي في حال قتلوا وهم يحاربون في سورية.

كان أجدى لأصحاب الممالك والمشيخات والمحميات البدء في تطبيق الديمقراطية على ممالكهم التي ورثوها أو اغتصبوها من آبائهم أو عمومتهم أو إخوانهم فيتركون الحكم برعاية الأميركي طوعاً لرعاياهم ويتحوّلون إلى مواطنين عاديين من دون امتيازات، ثم ينطلقون لنصرة و»تحرير» ودمقرطة سورية عوضاً عن التصرف بأموال شعوبهم وتمويل الإرهابيين من القاعدة وجبهة النصرة وفتح الإسلام وسائر الكتائب التي لا تعدّ ولا تحصى وتقاتل تحت رابتهم في سائر أنحاء سورية، مستندين على نفاق مشايخهم الذين أفتوا بتحريم التظاهرات والاحتجاجات في المملكة العربية السعودية، واصفين إيّاها بأنها من أعمال الشيطان وفي الوقت نفسه يحلّلون سفك الدماء في سورية. ويتبعهم في ذلك الشيخ المليونير يوسف القرضاوي الذي أفتى بتحريم التظاهرات في السعودية وقطر وأفتى أيضاً بعدم جدوى التظاهرات في مصر وتحريم الاقتتال بين المصريين قائلاً «لا يجوز لأهل مصر أن يصبحوا بعضهم ضدّ بعض بل ينبغي أن يكون الجميع سواسية ويحبوا بعضهم بعضاً»، معتبراً أن «قرارات الرئيس محمد مرسي جاءت تلبية لمطالب الشعب» بينما يحلّل إراقة الدم السوري لأجل الوصول إلى «الديمقراطية»!

هؤلاء هم المنافقون الذين يحرفون الكلام عن موضعه ويستخدمون الدين السماوي الذي أنزل لأجل السلام كي يرضوا أسيادهم وبالأخص سيّدهم الأميركي. هؤلاء توعد لهم الله «بعذاب أليم» وبشّرهم بدخول جهنم بقوله في كتابه الكريم: «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا»، وتحدث عنهم رسوله الكريم في الحديث الشريف عندما سئل عن أوصاف المنافق فقال: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».

فهل هناك أوضح من هذه الآيات والأحاديث يا أيها المنافقون، أعداء الله ورسوله والمؤمنين. بشرى مني لكم. ستخسرون الدنيا والآخرة بعد أن تهزمكم سورية وتنتصر على مؤامرتكم، وستلقون مصيركم يوم الحساب في نار جهنم وبئس المصير، فسورية «الله حاميها».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024