إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اصلبوها... اصلبوها!

نسيب أبو ضرغم - البناء

نسخة للطباعة 2013-09-06

إقرأ ايضاً


هي سورية أمّ الدنيا وحافظة روحها. هي سورية المارد الذي تآمروا عليه منذ أن عرفوه وجعلوه هدفاً لنبالهم وسكاكينهم وكيدهم.

هي سورية أرضنا وشعبنا وتاريخنا وحضارتنا هي سورية سماؤنا وينابيعنا بحرنا وهواؤنا هي كلّنا...

هي سورية الثدي الحضاري الذي ما عرف الجفاف يوماً. أثقلوها بجروحها وجثث أبنائها جرّحوها بمحو ذاكرتها ومارسوا ساديتهم عليها منذ أحفاد يهوذا وحتى أحفاد نتنياهو وما بينهم من كل أتِنَّة الأرض حيناً ببناء أهرامات الجماجم على يد هولاكو وحيناً بالمشانق كما في كل العصور والآتي هو خلاصة إجرامهم في منتجات ديمونا.

سورية معبرهم إلى البقاء الأبديّ لهم إن قدروا على تمزيقها وهي أيضاً معبرهم إلى الفناء الأبدي لهم إن عجزوا عن ذلك. ولأنها كذلك... ولأنها حدّ الموت وحدّ الحياة... أخذت الدولة الأمّ المارقة تستلّ من جيشها كل الأسلحة لتخوض ضدّ سورية معركتها الأخيرة.

ها هو بيلاطس العصر يقف من على شرفة الكونغرس كما وقف بيلاطس ذلك الزمان يلبي بل يحرض على سيّد الإنسانية الناصريّ السوريّ فيسمع ما يقول حشد اليهود أصلبه أصلبه... ينحني بيلاطس ويغسل يديه من دم الصديق... ويتمّ الصلب.

بيلاطس العصر وهل مصادفة أن يكون مخلوقاً هجيناً مقتطع الجذور لم يبق له منها إلاّ عونه... مخلوقاً مملوءاً بكل قيح الإمبريالية والصهيونية هل مصادفة أن يقف ليسمع ما يقوله حشد الصهاينة والمتصهينين من أعضاء الكونغرس: أصلبها... أصلبها!!

ماذا فعلت سورية لتصلب؟!

إنّ ما فعلته سورية عظيم عظمته في أنها رَفَضتْ أن تَنْضم إلى العبيد... مقابل «سلامتها» لأنّ سورية ليست من هذا النوع كما قال سعاده.

ما فعلته سورية أنها تجرأت على أن تُعبِّر عن روحها المختزنة منذ بدايات التاريخ روحها المجسّدة في مطلب الحرية والسيادة والحضارة في وجه تنين العصر ـ الصهيونية العالمية.

غداً قد تنتاب بيلاطس الأسود نوبة عبودية فيلبي تحريض «إيباك» يهود هذا الزمان القائلين: أصلبوها... أصلبوها... ويهمّ بعملية الصلب...

ولكن...

سيرى هذا البيلاطس أن سورية هذا الزمان سوف تكون مختلفة بردّها وحلفائها ومستقبلها...

وسيرى كم هو مشتبه في اعتقاده أنه السيد الأوحد...

سورية أدركت جيداً كما أدرك حلفاؤها أين يجب أن توجّه الطلقة... على جسد الخنزير... لتصيب منه مقتلاً.

هذا الحشد الدولي إن هو إلاّ الخنزير. كلّه يشكل هذا الخنزير... ونقطة مقتله «إسرائيل» الخنزير الذي خلقوه لينمو على كامل ترابنا يلتهم التراب والماء والهواء الهوية والماضي والمستقبل.

الخنزير الذي استولدته ثوراتهم وتلمودهم منذ ثلاثة آلاف عام هو عينه الخنزير الذي يحرّض بيلاطس الأسود وتابعه هولاند الفرنسي.

هو عينه من سنخوض ضدّه معاركنا كلّها حتى الأخيرة منها والتي بدأت تلوح لنا. نعلم أن خنزيرهم وبترولنا وغازنا هو غايتهم القصوى...

فأما الخنزير فإنّ رجالاً من الأمّة منذورون على يد الآلهة لقتله وهم يتحرقون لمجيء الساعة.

أمّا غازنا وبترولنا فحرمٌ عليهم إذ ستُسدُّ عليهم معابره وممرّاته.

بلى سوف يستفيق العالم على مشهد وقوف المارد السوري شامخاً بين حقول الياسمين وثلج حرمون وموسيقى اليرموك وسهول دجلة... المارد الذي أصروا منذ دهور بعيدة على تقطيع قدميه وذراعيه ولسانه وذاكرته... لكنهم لم يعلموا أنه ليس يسوع وحده من ينهض من الموت. هي سورية... هي سورية... تحيا سورية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024