إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مطّلعون على الواقع الميداني يكشفون بالأرقام والحقائق ما يجري في سورية

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2011-12-23

إقرأ ايضاً


يعود الذين يزورون سورية، ولا سيما تلك المناطق التي تشهد اعتداءات من قبل المجموعات الإرهابية، بأجواء مغايرة تماماً لما يجري تسويقه من تحريض وفبركات إعلامية وسياسية، عبر أدوات مختلفة من قنوات تلفزيونية خليجية وغيرها، إلى بيانات شبه وهمية تصدر عن هيئات أو مسميات غير صحيحة لما يسمى «المجلس الوطني السوري».

ويتحدث هؤلاء عن كثير من المعطيات التي تتناقض بالكامل مع ما يتم بثه من افتراءات وأكاذيب بهدف إثارة الرأي العام السوري والخارجي ضد الدولة ومؤسساتها، ولذلك يتوقف زوار سورية في الأسابيع الأخيرة عند كثير من الأمور التي تختلف كلياً عما يتم الإعلان عنه من قبل المجموعات التي تنفذ «أجندة خارجية» للتآمر على سورية ومن هذه المعطيات:

1 ـ ان هناك تضخيماً بما لا يقاس حول أعداد المتظاهرين الذين يتجاوبون مع دعوات ما تسمى المعارضة السورية، حيث لا تتعدى أعداد هؤلاء يوم الجمعة التي تحشد لها هذه المعارضة تحت عناوين مختلفة الأربعين ألف شخص في كل أنحاء سورية. ويلاحظ زوار بعض المناطق السورية أن فئات كثيرة من المواطنين السوريين لم تعد مقتنعة بشعارات «المعارضة الممجوجة» بعد أن أدركت أن هذه المعارضة تدفع الى خراب سورية ونحو الفوضى والفتنة، وبالتالي فإن أعداد الذين كانوا يتجاوبون مع الدعوات للتظاهر في المرحلة الأولى كانت تصل إلى أكثر من 150 ألف شخص في كل سورية وانخفض هذا العدد إلى أقل من الثلث.

2 ـ بعد أن أدركت قوى المؤامرة أن ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من اعتداءات يلقى الرفض الكامل من أبناء الشعب السوري ومن الرأي العام الخارجي، لجأت هذه القوى إلى إطلاق تسمية «الجيش السوري الحر» على هذه المجموعات بهدف خداع الرأي العام بأن هناك أعداداً كبيرة من الجيش السوري ينشقون عنه بينما في حقيقة الأمور أن عدد هؤلاء لا يزيد عن واحد بالألف وكثير منهم ينشقون لأسباب خاصة، ونتيجة إغراءات مالية. ويؤكد هؤلاء الزوار أن معظم المجموعات المسلحة ينقسم إلى ثلاثة أقسام: فئة متطرفة، أو جرت إثارتها مذهبياً، وفئة من الهاربين من الخدمة، وفئة ثالثة من المحكوم عليهم بجرائم جنائية.

3 ـ ان عمل المجموعات المسلحة يحصل من خارج عبر ثلاث غرف عمليات: واحدة في تركيا وأخرى في الأردن وثالثة في شمال لبنان، ويشرف عليها ضباط من المخابرات الأميركية والفرنسية والخليجية. كما أن هناك أعداداً من المسلحين من جنسيات مختلفة بينهم المئات جرى استقدامهم من ليبيا، يضاف إلى ذلك الإغراءات المالية لهؤلاء المسلحين التي تقدمها دول الخليج خاصة قطر.

4 ـ إن معظم الضحايا الذين يسقطون يومياً سببه ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من اعتداءات على المواطنين بما في ذلك خلال التظاهرات التي تدعو إليها «المعارضة». ويقول زوار سورية إنه لو لجأت السلطات المعنية إلى بث الصور والمشاهد عما ترتكبه المجموعات المسلحة من قتل لتبيّن وجود مشاهد تقشعرّ لها الأبدان. ويسأل هؤلاء الزوار هل أن السلطات المعنية ستبقى تتفرج على ما يقوم به المسلحون من اعتداءات بأشكال مختلفة، وتالياً عدم اتخاذ كل ما يلزم من خطوات على الأرض لوقف إرهاب هذه المجموعات؟

5 ـ إن أكثرية المجموعات المسلحة تتسلل عبر الحدود إلى سورية خاصة من جهتي تركيا ولبنان، ومعظم هذه المجموعات تتحرك من منطقة إلى أخرى بهدف القيام بأكبر قدر ممكن من العمليات الإرهابية. ولذلك، يرجّح الخبراء الأمنيون عديد هذه المجموعات بين عشرة آلاف و12 ألف مسلح، بعد أن كان العدد في السابق أكبر من ذلك بكثير.

في المقابل، يلاحظ هؤلاء الزوار أن الوضع الداخلي بات أفضل بكثير عما كان عليه قبل أشهر عدة انطلاقاً من جملة أمور أبرزها:

أولاً: لقد ثبتت للجميع حصانة الجيش السوري وولاؤه لوطنه، كما ثبت أن أكثرية الشعب السوري مع قيادتها ومع الإصلاحات التي قامت وتقوم بها، وهذا ما يشهد عليه حتى أعداء سورية، بل أن اكثرية الشعب السوري مستعدة للدفاع عن وطنها واستقراره وحفظ مناعته بوجه المخطط التآمري.

ثانياً: إن فئات واسعة من الذين كانت لديهم مطالب وحتى تساؤلات عن بعض السياسات للحكومة السورية باتت على قناعة بأن ما يريده المتآمرون ليس إصلاحات بل ضرب سورية وأخذها إلى الموقع النقيض لموقعها الحالي، ولذلك يسمع زوار سورية كلاماً مختلفاً، من شخصيات وكوادر معارضة، عما كانوا يقولونه سابقاً.

من كل ذلك، يؤكد المطلعون على الوضع داخل سورية أن كل ما يصدر من بيانات مزعومة لما تسمى المعارضة السورية والتي يجري تبنيها وتسويقها من قبل «الإعلام المشبوه» ومن قبل الدوائر الدبلوماسية الغربية وتلك التابعة للأمم المتحدة، هو مجرد افتراءات وأكاذيب لإظهار حقيقة الوضع على غير ما هو عليه، وبالتالي تحميل السلطات السورية المسؤولية عما يحصل من سقوط للضحايا، بحيث لم يصدر حتى «بيان استنكار وحيد» من قبل الحكومات الغربية لما ترتكبه المجموعات المسلحة من اعتداءات وقتل للمواطنين بالجملة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024