إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تخبط غربي ـ خليجي نتيجة سقوط الخيارات التآمرية باستهداف سورية

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-02-17

إقرأ ايضاً


تؤكد المعلومات والمعطيات التي تلقتها جهات دبلوماسية واسعة الاطلاع في الفترة الأخيرة أن "سيناريوهات" التآمر التي تعدها قوى الحلف الغربي ـ الأميركي الخليجي ضد سورية تتساقط الواحدة تلو الأخرى، كما كانت قرارات اجتماع القاهرة الأخير التي جرى إعدادها وإخراجها من جانب السعودية وقطر، بمثابة "الخيار شبه الأخير" الذي لجأت إليه أطراف هذا التحالف.

وبما أن القرارات الأخيرة لاجتماع القاهرة بدت محاولة مكشوفة لاستدراج التدخل العسكري الأجنبي، بعد أن دخلت أنظمة الخليج في شبه أزمة نتيجة سقوط القرار الذي سبقه في مجلس الأمن، بعد استخدام كل من روسيا والصين حق "الفيتو"، عمد الحلف الغربي ـ العربي الى خيارات أخرى من خلال الآتي:

ـ الخيار الأول، السعي الى محاصرة سورية بكل الأشكال والأدوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك ممارسة الضغوط والابتزاز على مجموعة واسعة من المستثمرين السوريين، الذين لديهم استثمارات في الخليج، أو الدول الغربية.

ـ الدفع نحو تقديم كل أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي لما يسمى المعارضة السورية، خاصة "مجلس اسطنبول" وما يسمى "الجيش السوري الحر" وتتحدث المصادر الدبلوماسية المذكورة في هذا السياق عن مجموعة واسعة من الإجراءات لدعم المجموعات المسلحة، بدءاً من إرسال خبراء عسكريين إلى بعض المناطق التي تسيطر عليها هذه المجموعات، وإلى بعض المناطق في تركيا ولبنان والأردن، لتدريب المسلحين، وأيضاً السعي لتأمين أنواع مختلفة من الأسلحة، خاصة الأسلحة المتطورة والحديثة ـ الخفيفة والمتوسطة، وصولاً إلى الدعم المادي الهائل، وتشير معلومات المصادر، إلى أن كل مسلح ينتمي الى المجموعات الإرهابية يعطى راتباً شهرياً لا يقل عن الألف دولار مع ضمانات لعائلته في حال تعرضه للقتل أو ما شابه.

وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن انعقاد مؤتمر ما يسمى "أصدقاء الشعب السوري" سيشكل خطوة متقدمة على طريق دعم المجموعات المسلحة بدءاً من "المجلس الوطني السوري"، وإن كانت المصادر تستبعد أن يصار الى الاعتراف بالمجلس المذكور، لكنها لاحظت أنه حتى لو ذهب "الحلف الغربي ـ العربي" إلى هذا الخيار، فهذا الأمر لن يغير في واقع الأمور شيئاً، لأن كل التقارير والاستفتاءات التي أجرتها جهات غربية مختصة، وكان آخرها ما قامت به شبكة الـ"C.N.N" التي أظهرت أن نسبة الذين أيدوا سياسة "المجلس الوطني السوري" لا تزيد عن السبعة بالمئة، إضافة إلى أن دول الغرب وأنظمة الخليج تدرك أن هناك خلافات كبيرة تعصف بالمعارضة السورية، حتى داخل "مجلس اسطنبول" ولذلك فالتركيز في اجتماع تونس، سيكون على توحيد قوى المعارضة.

ـ توجه الحلف المتآمر نحو بعض المؤسسات الدولية التي تتحرك بإيعاز أميركي ـ غربي بهدف محاصرة سورية دولياً، وهذا ما ظهر واضحاً في لجوء السعودية وقطر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضاً ما صدر من مواقف عن نافي بيلاي المفوضة السامية لمنظمة حقوق الإنسان، والتي تعتمد في كل تقاريرها على ما تبثه قناتا "الجزيرة" و"العربية" ما يؤكد أن ما يحرك بيلاي النصائح الغربية ـ الأميركية.

ـ لجوء كل من فرنسا وتركيا إلى طرح ما يسمى إقامة ممرات إنسانية في سورية، تحت مبررات واهية، في سعي مكشوف لإيجاد الطرق "الشرعية" لتهريب السلاح والمسلحين إلى بعض المناطق السورية، ولذلك تعتقد المصادر الدبلوماسية، أن هذا التوجه سيكون مصيره السقوط كغيره من الخيارات الأخرى المشبوهة، إلا أن هذه الخطوة تحتاج إلى موافقة الحكومة السورية، على غرار ما طرحه اجتماع القاهرة الأخير من دعوة "لتشكيل قوة حفظ سلام عربية ـ دولية".

ماذا يعني كل هذا التآمر، وما هي أسبابه وخلفياته؟

في معلومات المصادر الدبلوماسية، أن كل ما يحصل من "سيناريوهات" تآمرية يؤكد تخبط الحلف الغربي ـ العربي في محاولاته لإسقاط سورية، وتالياً فهذا الحلف يعيش في حالة قلق ليس فقط نتيجة تماسك الوضع في سورية، بل لأن هذا الحلف كان يضع توقيتاً محدداً لضرب سورية، وهو قبل نهاية الشهر المقبل، وهو الشهر الذي يحمل معه تعطّل الدور الأميركي والفرنسي مع انشغال إدارتيهما بالانتخابات الرئاسية في كل من البلدين، وأيضاً انتقال رئاسة القمة العربية إلى العراق، على الرغم من المسعى السعودي والقطري ومعهما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى تأجيل انعقاد القمة، منعاً لتسلم العراق رئاستها.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024