إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

التهديدات الأميركية «بالونات» فارغة من مؤتمر جنيف إلى القاهرة وباريس: تفاقم مأزق المراهنين على ضرب سورية

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-07-10

إقرأ ايضاً


من الواضح أن الحلف الأميركي ـ الغربي ـ الخليجي ورغم تعرضه لنكسات جديدة في الأسبوعين الماضيين في أكثر من موقع واستحقاق، مستمر في ممارسة الضغوط الهائلة ليس فقط على سورية قيادة وجيشاً وشعباً، بل أيضاً على كل من يدعمها ويدعم موقفها الرافض للإملاءات الخارجية بدءاً من روسيا والصين اللتين تعرضتا لحملة انتقادات غير مبررة من الأميركي وبعض حلفائه في الغرب.

وتلاحظ مصادر دبلوماسية متابعة أنه رغم محاولة الحلف المعادي تصوير واقع الأمور في الداخل السوري وعلى المستوى الدولي على غير حقيقته، فإن أكثر من استحقاق في الفترة الأخيرة أظهر أن الأمور هي على نقيض ما يجري تصويره وتسويقه من قبل الحلف المعادي، وهو ما يمكن التوقف عنده في المحطات الآتية:

أولاً: الاجتماع الدولي الذي انعقد في جنيف وحضرته الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وبعض الدول العربية التي اختيرت بإيحاء أميركي، حيث اضطرت واشنطن وحلفاؤها إلى التراجع، في عدد من القضايا المتصلة بالوضع السوري، تحت إصرار روسيا والصين على رفض أي قرارات أحادية، وفي شكل خاص الموافقة على الحل السياسي في سورية بعيداً من أي تدخلات خارجية رغم الغموض الذي اكتنف طريقة إخراج الحل السياسي.

ثانياً: الوضع الميداني على الأرض من حيث الضربات الموجعة التي تعرضت لها المجموعات الإرهابية المسلحة في عدد من المناطق وأدت إلى إنهاء الكثير من بؤر الإرهاب وأوكار المسلحين، ما أفشل الكثير مما كان يتم التخطيط له للسيطرة على بعض المناطق بشكل كامل، أو التوجه نحو إقامة ما تسمى مناطق آمنة على الحدود التركية أو اللبنانية.

ثالثاً: مؤتمر ما يسمى أطراف المعارضة السورية الذي انعقد في القاهرة وشهد خلافات حادة بين الأطراف المشاركة وصلت إلى حدود الضرب بالكراسي والتشابك بالأيدي، ما اضطر رعاة المؤتمر إلى الاستنجاد بأسيادهم في واشنطن والرياض وقطر للحد من الصراع الكبير بين أطراف المعارضة السورية.

وتقول المصادر الدبلوماسية نفسها إنه ورغم خروج المؤتمر بوثيقة تتضمن رؤية المشاركين للوضع في سورية تحت الضغط الأميركي والخليجي، إلا أن ذلك لن يغير في واقع الأزمة المعقدة داخل هذه المعارضة، بسبب الصراع على المواقع والأموال الآتية من نفط الخليج.

رابعاً: اجتماع ما يسمى مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي لن يمكنه التغيير في مجريات الوضع داخل سورية وعلى مستوى الهيئات الدولية خاصة مجلس الأمن، لمعرفة هؤلاء أن «الفيتو» الروسي أو الصيني جاهز لإسقاط أي توجه أميركي وغربي لإصدار أي قرار أحادي الجانب، وبالتالي فهذا المؤتمر هو مجرد دعاية إعلامية، باستثناء التحريض على تهريب السلاح وتسلل المسلحين وزيادة الدعم المالي من السعودية وقطر.

لكن السؤال الأكثر إلحاحاً في الأسبوعين الأخيرين: لماذا لجأت واشنطن وحلفاؤها إلى التصعيد في لهجة المواقف، بما في ذلك إطلاق المواقف الحادة ضد روسيا والصين بالإضافة إلى إعادة تحريك ما يسمى بالمنطقة العازلة؟

في معلومات للمصادر الدبلوماسية إن ما دفع الغرب إلى إعادة التصعيد على مستويات مختلفة مرده إلى أن مجموعة عوامل، قد يكون أهمها اثنين هما: التعجيل بإفشال خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، بعد تعرض العصابات المسلحة لضربات كبيرة، بحيث ظهر عجز المجموعات الإرهابية عن إحداث خرق كبير في الواقع الميداني، والثاني سقوط رهانات الغرب على إحداث تغيير في الموقفين الروسي والصيني من كل ما له علاقة بالتطورات السياسية والدبلوماسية المتصلة بالوضع في سورية.

لذلك، تلاحظ المصادر، أن هذا التصعيد استهدف التلويح باستخدام أكثر من ورقة يعتقد الأميركي وحلفاؤه أنهم قادرون على اللجوء إليها وتبدأ من التهديد بالعودة إلى مجلس الأمن، مروراً بإقامة ما يسمى منطقة عازلة، وصولاً إلى التهديد باستخدام الخيار العسكري المباشر من قبل هذا الحلف، في محاولة واضحة للضغط بكل الوسائل على القيادة السورية ومعها حلفاؤها في العالم للسير بما تعمل له واشنطن، وأيضاً لاستنهاض معنويات ما تسمى المعارضة ومعها عصاباتها المسلحة.

لكن المصادر تؤكد أن العودة إلى مثل هذه الرهانات غير قابلة للتنفيذ، وحتى إذا ما نجح الحلف الغربي في أحد هذه الرهانات، فسيواجه مزيداً من النكسات، فسورية أثبتت أخيراً أنها قوية بوحدة شعبها وجيشها، وما المناورات الضخمة التي تجريها منذ يومين سوى دليل ملموس على ذلك. يضاف إلى ذلك، أن صلابة الموقفين الروسي والإيراني ستحول دون أي مغامرة عسكرية. أما ما تسمى إقامة منطقة عازلة فإذا ما تحققت ـ وهي شبه مستحيلة ـ فإنها ستحرر سورية من كثير من الالتزامات التي تمنعها حتى الآن من اللجوء إلى كثير من الأوراق في مواجهتها للحرب الكونية التي تشن عليها.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024