إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

استحقاقان يؤشّران للمرحلة المقبلة: انعقاد «جنيف ـ 2» والملف النووي الإيراني

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2013-10-08

إقرأ ايضاً


سؤال أساسي وكبير يطرح نفسه في الوقت الحالي ويتعلق بمسار الأمور داخل الساحة اللبنانية في الشهرين أو الثلاثة المقبلة وفي الدرجة الأولى ما يتعلق بمسار تشكيل الحكومة وما إذا كانت ستحصل حلحلة أم تبقى الأمور في الحلقة المفرغة؟

وفق المعطيات والمعلومات المتداولة في الأروقة السياسية والحكومية فلا شيء يوحي بقرب حصول خرق في ملف التأليف بل إن هذا الموضوع سيبقى يراوح مكانه طالما أن لا تفاهمات إقليمية ودولية حول القضايا الخلافية الكبرى في المنطقة.

وفي تأكيد مصدر وزاري بارز أن فريق «14 آذار» لن يسهّل عملية التأليف عبر السير بصيغة 9 9 6. طالما أن السعوديّ يرى مصلحته في استمرار التأزم داخل الساحة اللبنانية. ويقول إن مسار الوضع الداخلي حكومياً وحوارياً سيبقى في انتظار التطور في العلاقات الإيرانية ـ السعودية وإلا فليس هناك من تفسير آخر لرفض «المستقبل» وحلفائه السير في صيغة للحكومة تراعي الأحجام النيابية.

لذلك يجزم المصدر بأن لا توقعات بحصول حلحلة في الملف الحكومي. ولن يطرأ شيء في هذا الملف على المدى المنظور وتالياً فالأمور باتت مرهونة بما قد يحصل إقليمياً ودولياً من تفاهمات في الأشهر المقبلة وعلى الأقل حتى مطلع العام الجديد.

لذلك فالسؤال الآخر ما هي الاتجاهات في مسار التفاهمات على الصعيدين الإقليمي والدولي وهل أن ما حصل من انفراجات في اجتماعات نيويورك قبل أيام عدة سيفضي إلى تفاهمات خارجية تسمح بانفراجات داخل الساحة اللبنانية؟

وفي معلومات المصدر الوزاري أن السعودية لم تغير في موقفها السلبي وحتى التآمري مما يجري في سورية بل إنها رفعت في الفترة الأخيرة من وتيرة التصعيد عبر زيادة الدعم العسكري والمالي للمجموعات المسلحة في حين أن الأميركي لم يبد جدية كافية حتى الآن للسير بالحل السياسي للأزمة السورية سواء ما يتعلق بتحديد مؤتمر «جنيف ـ 2» أو ما يتعلق بالضغط على حليفته السعودية لوقف دعمها العسكري والمالي للمجموعات المسلحة او على الأقل تخفيفها.

وتشير المعلومات أنه اانطلاقاً من هذا الموقف السلبي لكل من واشنطن والسعودية صدر في الساعات الماضية موقف حازم من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي حيال التعاطي الأميركي مع الانفتاح الإيراني. كما أن الرئيس حسن روحاني أرجأ «زيارة الحج» إلى السعودية بعد أن تيقّن انه لن يحصل من حكام الرياض على أي موقف إيجابي بما يتعلق بالخلافات القائمة من الأزمة السورية إلى الملف النووي وقضايا أخرى. فالرياض لو كانت راغبة فعلياً في انتهاج سياسة إيجابية من الساحة اللبنانية بما في ذلك ملف تشكيل الحكومة لما أقدمت على تأجيل زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

لذلك يرى المصدر أن هناك استحقاقين إقليميين سيؤشران إلى مسار الأمور في الساحة اللبنانية.

ـ الاستحقاق الأول ويتعلق باجتماع 15 الشهر الحالي بين إيران والدول الخمس الكبرى زائد ألمانيا والذي سيبحث في الملف النووي الإيراني وما يمكن أن ينتج عنه من نتائج.

ـ الاستحقاق الثاني ويتعلق بمؤتمر «جنيف ـ 2» وما إذا كان سيعقد في منتصف الشهر المقبل. لكن المعطيات حتى الآن لا تؤشر غلى ذلك لأن الأميركي الذي يتخبّط بأزمته المالية بسبب رهانات الإدارة الأميركية على فرض شروط على سورية تأكد أنها غير ممكنة خلال الأشهر الماضية.

وعلى هذا الأساس تشير المعطيات إلى أن مثل هذه التفاهمات الإقليمية الدولية تحتاج إلى وقت للتبلور وهو ما قد يتطلب أشهراً عدة أقله حتى مطلع العام.

لذلك يقول المصدر الوزاري إن الساحة الداخلية ستبقى في حال متأرجحة وتالياً لا يستبعد حصول اهتزازات أمنية ـ تفجيرات إرهابية وغير ذلك ـ لكن الأمور لن تذهب إلى الانفجار الواسع لأن الوضع الدولي لا يرغب بإشعال الساحة اللبنانية بل إبقاء الأمور تحت السيطرة.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024