إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سورية في موقع الهجوم الغرب يفتش عن مخارج لمأزق مراهناته وأدواته في لبنان «يطمرون رؤوسهم في الرمال»

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-09-14

إقرأ ايضاً


تؤكد كل المعطيات التي أظهرتها تطورات الأسابيع الأخيرة أن الوضع في سورية يسير بعكس ما كان يعمل له أصحاب المخطط التآمري ضد هذا البلد، وكل من يقف في جبهة المشروع الأميركي، حتى لو أن بعض القيمين على هذا المخطط يرفضون الاعتراف بالنكسة الكبيرة التي تعرضوا لها في حربهم المفتوحة ضد سورية، على غرار بعض حكام الخليج أو أكثر من عاصمة غربية وبشكل خاص كل من باريس ولندن.

والمؤشرات على النكسة التي أصابت الحلف الخليجي ـ الغربي أكثر من أن تتم مقاربتها ببضع عبارات لأن القيمين على هذا الحلف لم يتركوا وسيلة إلا ولجأوا إليها في حربهم السوداء منذ حوالى السنة والنصف، بل إن هذه الوسائل استباحت كل القوانين والأعراف وحقوق الإنسان تحت شعارات «فضفاضة» مثل الديمقراطية والحرية، بينما لم يطبق هؤلاء أي حرف أو كلمة من هذه الشعارات، بل كانت مجرد «كليشيهات» لضرب سورية وتدميرها إفساحاً في المجال أمام إما دفع سورية نحو الحرب الأهلية والفتنة، وإما اقتلاعها من تاريخها ودورها لإدخالها إلى الحلف الأميركي ـ الغربي الساعي إلى وضع المنطقة العربية تحت هيمنة «دولة الاحتلال والاغتصاب» في فلسطين، بعد أن استسلم معظم الحكام العرب لهذا الحلف بدءاً من أنظمة الخليج.

وما يؤكد حصول النكسة التي أصابت الحلف المعادي لسورية جملة وقائع ومحطات يمكن الوقوف عند أبرز تجلياتها وفق الآتي:

ـ صمود سورية بكل مكوناتها، رغم الحشد الهائل الذي تحالف لضربها، ورغم كل الوسائل التي استخدمت لذلك، بل إن هذا الصمود بدأ يتحرك في الأسابيع الأخيرة نحو ضربات كبيرة لأدوات الحلف المعادي وفي الأساس منها ما جرى تجميعه من مجموعات إرهابية مسلحة، جرى استقدامها من مختلف أصقاع الأرض، تحت شعارات وهمية، تبين لاحقاً أنها مجموعات تستهدف إعادة سورية مئات السنين إلى الوراء، وبالتالي استطاعت سورية عبر قواتها المسلحة أن توجه ضربات قاسية لعشرات آلاف المسلحين الذين مارسوا القتل والإرهاب والمجازر تحت عناوين الديمقراطية والحرية.

ـ المأزق الذي وصل إليه أطراف الحلف الخارجي الأميركي ـ الغربي نتيجة ليس فقط مراهناتهم الخاسرة على سقوط سورية كدولة ونظام، بل أيضاً نتيجة صمود سورية ومن يقف معها إقليمياً ودولياً في وجه هذا المخطط، وهو الأمر الذي تمكن ملاحظته في مؤشرات كثيرة، بدءاً من سقوط كل الأصوات الداعية للتدخل العسكري الأجنبي، مروراً بفشل محاولات استخدام مجلس الأمن والجامعة العربية للتآمر على سورية وانتهاء باضطرار بعض الدول التي شكلت المنطلق الأول للتآمر كالسعودية وتركيا إلى الجلوس مع إيران ومصر للبحث عن حل سياسي للأزمة في سورية، بعد أن كانت الرياض وأنقرة تعملان ليل ـ نهار لإشعال نار الفتنة والحرب عبر تمويل وتسليح المجموعات المسلحة وتسهيل إدخالها إلى سورية.

ـ تأكد هذا الحلف من استحالة توحيد ما يسمى المعارضة السورية خصوصاً أن بعضها ـ مجلس اسطنبول وما يسمى الجيش السوري الحر ـ هدفه الأول والأخير استجداء التدخل الخارجي، بعد أن ثبت بالتجربة والوقائع أن هذه المعارضة لا تمثل إلا أقلية ضئيلة من الشعب السوري، وبالتالي بدأت تترسخ قناعة حتى لدى الأميركي والغربي أنه لا يمكن الرهان على هذه المعارضة، وهو الأمر الذي أشارت إليه بوضوح أخيراً مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون.

من كل ذلك، يتأكد أن مراهنات البعض في الداخل اللبناني وفي الخارج على إسقاط سورية أصبحت من الماضي، في وقت تشير كل المعطيات إلى أن الحلف الغربي بدأ يفتش عن مخرج للمأزق الذي وصلت إليه سياساته تجاه سورية خلال الأشهر الماضية، ولو أن هذا الحلف أو البعض منه لا يزال ينكر هذا المأزق على غرار سياسات إدارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أو حكومة دافيد كاميرون في لندن، لكن الجميع بات يقر ويعترف بأن ما كان مرفوعاً من شعارات ومراهنات ضد سورية قد سقط، ولذلك يفتش هؤلاء عن مخارج لمأزقهم رغم إصرار أصحاب الرؤوس الحامية على تنحي الرئيس بشار الأسد.

كما أن البعض في لبنان في فريق «14 آذار» ومن يتبنى توجهاته من «تنظيمات متطرفة» يصر أيضاً على «طمر رأسه» في الرمال وكأن شيئاً لم يتغير في الفترة الأخيرة، وبالتالي لا يزال هذا البعض يضع كل «بيضه» في «سلة المشروع الأميركي ـ الغربي».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024