إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تجاوز «14 آذار» لفرضيات ريفي في اغتيال الحسن استثمار للجريمة

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-10-23

إقرأ ايضاً


شك فيه أن الجريمة التي طالت رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن والمواطنين العزل في منطقة الأشرفية أصابت كل لبناني بالصميم من خلال التقاء كل الأطراف السياسية والحزبية ليس فقط على إدانة الجريمة بل أيضاً المطالبة والإصرار على كشف مرتكبي هذه الجريمة والمخططين لها.

لكن قبل التطرق إلى ردات فعل فريق «14 آذار» عموماً وبعض الرؤوس الحامية في هذا الفريق من الجريمة ومحاولة استثمارها سياسياً، لا بد من التوقف عند الاستهدافات الحقيقية من وراء استهداف اللواء الحسن في هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان جراء الأحداث المحيطة به، ومن أبرز هذه الاستهدافات:

ـ الاستهداف الأول، أن المخططين للجريمة أرادوا أولاً وقبل كل شيء أخذ البلاد إلى فتنة مذهبية جراء التحريض والتسييس التي كانت أحد الخلفيات الأساسية للمخططين ـ لأنهم يعرفون أن هناك من يتحضر ويتهيأ ويعمل لإحداث هذه الفتنة، فكادت أن تؤدي حالة التحريض إلى الفتنة لولا بعض العقلاء من هنا وهناك خصوصاً داخل قوى الثامن من آذار.

ـ الاستهداف الثاني: أن المخططين أرادوا إسقاط الأمن الوطني الذي يؤمنه الجيش وباقي الأجهزة الأمنية من خلال العراضات المسلحة التي انتشرت بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ لبنان، وبالتالي محاولة لجوء البعض لإسقاط المظلة الأمنية الرسمية في سعي مكشوف لإشاعة الفوضى على الحدود اللبنانية ـ السورية. وما تعنيه هذه الفوضى بالنسبة للبعض.

ـ الاستهداف الثالث: إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ودفع البلاد نحو الفراغ مع ما يعني ذلك من أخذ الأمور نحو «الفوضى الخلاقة» على طريقة المشروع الأميركي، بما يدفع نحو الفتنة والفوضى، ونحو كل أنواع التدخلات الخارجية وصولاً إلى محاولة جر المقاومة إلى الصراع الداخلي لتبرير شعار «نزع سلاح المقاومة» بدءاً من محاولة اقتحام السراي الحكومي.

ولذلك فالسؤال الأول الذي يطرح نفسه هو من هي الجهات التي استفادت من اغتيال اللواء الحسن، أو بالأحرى ما هي الفرضيات المطروحة حول الجريمة؟

وفق معظم المراقبين أو المطلعين على الدور الذي كان يقوم به اللواء الحسن فإن هناك أكثر من فرضية حول الجهات التي قد تكون خططت ونفذت وتأتي في الدرجة الأولى فرضية قيام العدو «الإسرائيلي» بعملية الاغتيال ليس فقط للدور الذي لعبه الشهيد في كشف عشرات الشبكات المتعاملة مع العدو بل لأن مصلحة «إسرائيل» الدائمة والمستمرة هي أخذ البلاد نحو فتنة مذهبية لأنها تعتقد أن سلاح المقاومة قد يسقط في حال دخوله في المعركة الداخلية، كما أن هناك جهات استخباراتية أخرى غربية، وحتى متطرفة لا يستبعد أن تكون وراء الجريمة، خصوصاً أن الكثير من هذه الأجهزة الاستخبارية والمتطرفة تريد دفع لبنان نحو الفوضى والخراب على طريقة ما حصل ويحصل في العراق أو ما يحصل اليوم في ليبيا، مع العلم أن اللواء الحسن ـ وهو ما كشف عنه أكثر من صديق للراحل ـ قدم خدمات كبرى لسورية في فترات سابقة من خلال الكشف عن شبكات تخريبية تعمل داخل سورية.

انطلاقاً من ذلك جاءت مواقف المدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي عايش الشهيد بكل تفاصيل عمله عن وضعه مجموعة فرضيات حول الذين نفذوا الجريمة، خصوصاً أن اللواء ريفي تحدث في الساعات الماضية عن بداية خيوط حول الجريمة.

وهذا الكلام للواء ريفي هو كلام رجل مسؤول ووطني ولا غبار عليه بدءاً من فريق «14 آذار» وبالتالي شكل موقف ريفي قطعاً لمحاولات إشعال الفتنة وفي الوقت ذاته ينطلق من معطيات وقراءات قد لا يملكها غيره نظراً للخصوصية التي جمعته مع الشهيد الحسن.

من كل ذلك يتضح جيداً أن ردات فعل «14 آذار» لاستثمار دماء اللواء الحسن تؤكد مرة جديدة أن ما يطلبه هذا الفريق هو رئاسة الحكومة وليس أي شيء آخر، وفق ما قاله مستشار الرئيس ميقاتي، بغض النظر عما يمكن أن تذهب إليه الأمور في الأيام المقبلة في الشأن الحكومي.

والواضح أيضاً أن ما حصل في الشارع من تحريض وفلتان بدءاً مما حصل أمام السراي الحكومية يتحمل مسؤوليته فريق «14 آذار» عموماً وبعض الرؤوس الحامية خصوصاً رئيس «القوات» سمير جعجع وفؤاد السنيورة و»بعض الأيتام» في هذا الفريق لأن الهجوم على السراي الحكومية ما كان ليحصل لولا هذا التحريض البعيد من المسؤولية الوطنية والتي تفترض التعاطي بمنطق عقلاني مع استهدافات الجريمة ومع رئيس الحكومة بشكل خاص بما يؤدي إلى تجاوز لبنان لما أراد المجرمون تحقيقه وليس النفخ على أبواق الفتنة، ويكفي الإشارة إلى أن الذين هاجموا السراي كانوا بمعظمهم يحملون أعلام «القوات» وما يسمى «الجيش السوري الحر» و»تنظيم القاعدة»، وهذا دليل واضح على الوضع الذي يراد أخذ البلاد إليه ومن الذي قاد الشارع في فريق الأقلية.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024