إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سيناريوهات الحلف الغربي لإخراج سورية من موقعها تتساقط الواحد بعد الآخر

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-12-27

إقرأ ايضاً


يراهن الحلف الغربي ـ الخليجي ومعه حلفاؤه في لبنان على حصول تغييرات في سورية في الأشهر الثلاثة المقبلة لصالح المشروع المعادي الذي يتبناه هذا الحلف، بما يؤدي إلى حصول «انقلاب جذري» في أوضاع الشرق الأوسط، لمصلحة المشروع الشرق أوسطي الأميركي، وفي الدرجة الأولى، لمصلحة هيمنة التوسع الصهيوني على الساحة العربية برمتها.

لذلك، فالسؤال، هل أن هذا الرهان قابل «للحياة» أم أن ذلك مجرد أوهام على غرار ما سبقه من رهانات طوال أكثر من عام ونصف، وعن ادعاءات أميركية ـ غربية ـ خليجية، بأن الأمور في سورية ستحسم خلال أسابيع أو أقل من ذلك؟

من الواضح، أن هذه الرهانات لا مكان لها على أرض الواقع في سورية، بل على العكس فإن تطورات الأسابيع الأخيرة أثبتت أن مسار الأمور فيها يتجه لمصلحة سورية ـ الدولة (قيادة وشعباً وجيشاً) وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته أو تأكيد معطياته وفق الآتي:

ـ لقد راهن الحلف المعادي على إحداث «خرق ميداني» من خلال العصابات المسلحة، وهو لذلك اعتمد «السيناريو» تلو الآخر، وكان آخرها «سيناريو» الدخول إلى مخيم اليرموك في دمشق بهدف دفع القوات السورية للدخول إليه لكي تتم إثارة ضجة عربية ودولية ضد سورية وصولاً إلى استخدام ذلك من أجل تدخل عسكري خارجي، مع العلم أن بعض القيادات الفلسطينية قفز فوق إرهاب المسلحين محاولاً وضع الملامة على السلطات السورية. وتقول مصادر دبلوماسية إن هذا السيناريو سقط كما سقط قبله من سيناريوهات، وفي مقدمها محاولة اختراق دمشق عبر ريفها، لكن الجيش السوري كان بالمرصاد، فاستطاع إفشال هذا السيناريو وكبد المسلحين آلاف القتلى.

ـ لقد راهن أصحاب المخطط التآمري على «ائتلاف الدوحة» لإحداث نقلة كبيرة في التعاطي الدولي خاصة من جانب روسيا مع الأزمة السورية، لكن هذا الرهان هو أيضاً سقط بعد أن ظهرت هزالة ما يمثله هذا «الائتلاف» المزعوم، فبدا مجرد صورة عن «مجلس اسطنبول» الذي أنهت واشنطن مفعوله، بعد أن خبرت أنه لا يمثّل شيئاً على الأرض. بينما وقفت روسيا بقوة ضد الاعتراف بالائتلاف، فبقي مجرد أداة يستخدمها الحلف الغربي ـ الخليجي.

ـ لقد راهن هذا الحلف على إحداث تغيير في الموقف الروسي من الأزمة السورية بطرق وأشكال مختلفة، لكن القيادة الروسية أفشلت هذا الرهان بإصرارها على التمسك بالموقف نفسه الذي اتخذته منذ بدء الأزمة السورية. وتالياً التمسك بالحل السياسي لهذه الأزمة على قاعدة مقررات جنيف التي تدعو إلى وقف العنف وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع مجموعة أخرى من البنود التي تصب كلها في إنهاء عمل العصابات المسلحة.

لذلك فما هي الرهانات الأخرى التي يعوّل عليها الحلف الغربي في الأشهر المقبلة؟

في معلومات المصادر التي استقتها من دبلوماسيين غربيين، أن الأميركي ومعه حلفاؤه في الغرب والخليج باتوا على قناعة كاملة بأن لا إمكانية أمام العصابات المسلحة لتحقيق أي اختراق جدي يشكّل مدخلاً لفرض الحل على الطريقة الأميركية، بعد أن قدّم أصحاب هذا المخطط كل الإمكانات للإرهابيين، واستقدموا ما استطاعوا من عناصر تكفيرية من كل أصقاع الأرض، لتحقيق هذا المخطط.

ـ الخيار الأول أن يحاول ممارسة المزيد من الضغوط على الأرض، وفي الوقت نفسه الضغوط على روسيا للسير «بسيناريو» نشرت بعض تفاصيله صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قبل يومين، وهو سيناريو أميركي غربي بالكامل، ومضمونه أن يتخلى الرئيس بشار الأسد عن صلاحياته إلى حكومة انتقالية، على أن يبقى في سدة الرئاسة حتى انتهاء ولايته في العام 2014، لكن هذا السيناريو غير قابل للحياة، فلا روسيا تقبل به، ولا القيادة السورية بوارد أن تقبل البحث به أصلاً.

ـ الخيار الثاني: أن تضطر واشنطن في الأشهر الثلاثة المقبلة للبحث في تسوية للأزمة السورية مع روسيا يكون عنوانها «الحوار بين الأطراف السورية» بحيث تأخذ الأمور سياقها الطبيعي من خلال الأدوات الديمقراطية التي يقرّرها الشعب السوري.

ـ الخيار الثالث أن يستمر الغرب في مخطط تشجيع العصابات المسلحة على مزيد من القتل والإرهاب لفترة قد تمتد لمرحلة غير قصيرة، ولذلك ترجّح المصادر أن تذهب الأمور باتجاه أحد الخيارين الأخيرين وبالتالي فإن حظوظ أي من هذين الخيارين يتحدد على ما يمكن أن تذهب إليه الأمور ميدانياً في الفترة القريبة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024