إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحلف المعادي يواجه مأزقاً جدياً في سورية بعد فشل سيناريوهات إسقاطها

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-09-28

إقرأ ايضاً


تؤكد كل الوقائع والمعلومات أن الحلف الغربي ـ الخليجي، رغم المأزق الذي يواجه المخطط المعادي لا يريد الاعتراف أو التسليم بهزيمته في الحرب التي يخوضها ضد سورية، وإن كانت الدلائل كلها تشير إلى أن إسقاط هذا البلد العربي وأخذه إلى المشروع الأميركي، بات مستحيلاً، كما أن إمكانيات التدخل العسكري المباشر قد تراجعت إلى أدنى النسب إن لم تكن قد انتهت بالكامل.

فالانطباعات التي يعود بها زوار عاصمة غربية فاعلة، كما أن اللقاءات التي جمعت البعض بعدد من السفراء الغربيين تُجمع على أن الغرب بدأ يدرك أن كل السيناريوهات التي أعدت خلال أكثر من عام ونصف العام تعرضت كلها للفشل. وهو الأمر الذي يؤكده هؤلاء الزوار وأولئك الذين اجتمعوا مع سفراء غربيين في لبنان من خلال الآتي:

ـ يشعر الغرب ومعه حلفاؤه العرب من خليجيين وغيرهم أنه لم يكن على بينة بأن سورية قادرة على مواجهة هذا الحشد الغربي ـ العربي من قوى التآمر، بالإضافة إلى المرتدين في الساحة السورية، بل أن معلومات الدوائر الغربية تشير إلى أن بعض التردد الذي أصاب قسماً من جمهور الطائفة السنية في سورية في المرحلة الأولى من الأحداث عاد هذا الجمهور للتحرك لمصلحة الدولة والنظام. وهو ما حصل ويحصل في أكثر من مدينة، خاصة في حلب ودمشق.

لقد اعتقد الغرب أنه بتسليح المجموعات المسلحة وإفساح المجال لتدفق كل أنواع المرتزقة من «القاعدة» وغيرها سيؤدي إلى انهيارات سريعة على مستوى الدولة، وبالدرجة الأولى داخل الجيش السوري، لكن تجربة الأشهر الماضية أثبتت عكس ذلك، من حيث ولاء هذا الجيش لوطنه وقيادته، بالإضافة إلى قدرته على التحمل وضرب المجموعات الإرهابية، وهذا ما أدى في الفترة الأخيرة إلى ضربات حاسمة لها، علماً أن معلومات الدوائر الغربية نتحدث عن أن حوالى 40 في المئة من أعداد المسلحين من خارج سورية معظمهم من المتطرفين أو ينتمون إلى «القاعدة».

ـ لقد فشلت كل مراهنات الغرب على بعض المعارضة المرتهنة للخارج، خاصة «مجلس اسطنبول» وما يسمى «الجيش السوري الحر»، بحيث لم تنجح كل محاولات توحيدها، بدءاً من المعارضة السياسية الى التنظيمات المسلحة التي تتقاتل أحياناً كثيرة في ما بينها، في وقت أكدت وقائع المؤتمرات التي عقدتها المعارضة الوطنية أخيراً داخل سورية على رفض التدخلات الخارجية، ما أحرج الغرب وحلفاؤه في الخليج الذين يعملون ليل ـ نهار على تصعيد أعمال العنف والإرهاب.

ـ في ظل المأزق الذي بلغه الغرب في تعاطيه مع الأزمة السورية خاصة عجز الإدارة الأميركية عن القيام بأي عمل عسكري مباشر، وأيضاً التعقيدات الكبيرة التي تواجهها حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا، نتيجة سياسة التدخل المباشر في الشأن السوري عبر إيواء المجموعات المسلحة وتقديم كل التسهيلات لممارسة الإرهاب داخل سورية، اضطر هذا الحلف المعادي للاعتراف ولو ضمناً بضرورة إيجاد حل سياسي للوضع في سورية. وإن كان هؤلاء يرفعون أحياناً شعارات غير قابلة للتطبيق، مثل دعوة الرئيس بشار الأسد وما إلى ذلك، ويكشف زوار العاصمة الغربية أنهم بدأوا يسمعون كلاماً في الغرب وعلى لسان سفراء بعض الدول الغربية، أيضاً بأن لا إمكانية للتدخل عسكرياً في سورية، وأن الأمور يجب ان تصل إلى تسوية دولية حول ما يسمونه «مرحلة انتقالية».

لذلك فالسؤال هل أن هذه التسوية قريبة وما هي اتجاهاتها؟

في تأكيد مصادر دبلوماسية أن إمكانية التسوية غير مرجحة في الأشهر المقبلة، حيث يراهن الغرب على استمرار حال الاستنزاف في سورية، وفي الوقت ذاته أن تتمكن المجموعات المسلحة من السيطرة على مناطق وازنة بانتظار نضوج التسوية الدولية، والتي لن تتبلور إلا لبضعة أشهر بعد الانتخابات الأميركية، حتى يمكن السير بمثل هذه التسوية، وهو ما يعني أن لا توقعات بأن ينجح الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي بتحقيق إنجاز يؤدي إلى هذه التسوية، وكل ما يمكن فعله هو إدارة الأزمة إلى ان تنضج المعطيات الدولية، خصوصاً أن الغرب ومعه حكام الخليج بدأوا منذ اللحظة الأولى وضع العصيّ أمام الإبراهيمي.

لذلك تقول المصادر إن مسار التسوية الممكنة في المرحلة المقبلة يتوقف على ما سيحصل على الأرض داخل سورية في ظل السعي الغربي لاستنزافها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. وإن كانت المصادر تلاحظ أن سورية كدولة ونظام استطاعت حتى الآن امتصاص الكثير مما جرى ويجري تخطيطه لها على المستويات كافة. في وقت إن حلفاء سورية لن يسمحوا باستفرادها، بل بالعكس فهؤلاء بدأوا بالهجوم بعد أن ساهموا بشكل كبير بإفشال السيناريوهات الغربية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024