إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

خروج اجتماع جنيف بمعادلة سقوط الخَيار العسكري نصف هزيمة

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2013-01-16

إقرأ ايضاً


يُخطئ من يعتقد أن اجتماع جنيف الأخير، بين نائبي وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز، بحضور الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، فشل لأن من كان يظنّ أن هذا الاجتماع سيخرج بصيغة مشتركة روسية ـ أميركية، لا يدرك خلفيات الموقف الأميركي، والمناورات التي تلجأ إليها إدراة الرئيس باراك أوباما، في محاولة لتمديد الأزمة في سورية، عسى أن تؤدّي هذه الإطالة إلى متغيرات ميدانية، يستطيع من خلالها الأميركي فرض بعض الشروط في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية في سورية.

لكن الأهم في تقدير مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، أن أهمية اجتماع جنيف، أنه خرج بتوافق روسي ـ أميركي على الحلّ السياسي في سورية، واستبعاد الحل العسكري، وهذا التوافق ليس قليلاً، بل إن له الكثير من الدلالات والأبعاد، لعل أبرزها الآتي:

ـ الأول، أنه ليس من السهولة، أن تعترف الإدارة الأميركية بعدم قدرتها على العدوان ضد سورية، بما يؤشّر إلى أن التهويل الذي اعتمده الغرب طوال الأشهر الماضية، قد سقط إلى غير رجعة، وأن مثل هذا السيناريو، أصبح من الماضي.

ـ الثاني: إن سعي بعض العرب في الخليج وغيره، لاستخدام مجلس الأمن مظلّة للعدوان على سورية، أصبح شعارات فارغة من أيّ مضمون، بعد أن اعترف «مايسترو» هؤلاء بأن لا حلاً عسكرياً للأزمة في سورية.

الثالث: لقد انتصر رهان النظام في سورية ومعه كل حلفائه في المنطقة العربية والعالم، خاصة روسيا، على إفشال مخططات الحلف الغربي، ومحاولات العدوان على سورية تحت مظلة مجلس الأمن، أو من دونه، عبر حلف الأطلسي.

ـ الرابع: أن الأهم في كل ذلك، وهو سقوط الكثير من الشعارات والرهانات على إسقاط سورية كدولة ونظام، على الرغم من استمرار الخلاف بين سورية وحلفائها من جهة، والحلف الغربي من جهة ثانية، حول ما يسمى المرحلة الانتقالية في سورية، وبالدرجة الأولى حول موقع الرئيس بشار الأسد في الحلّ.

لذلك، فالسؤال الآخر، ما هي الاحتمالات التي سيسلكها مسار الحلّ السياسي في سورية، وهل أن هذا الحلّ بات قريباً؟

بداية، تعتقد المصادر الدبلوماسية، أنه رغم عدم خروج اجتماع جنيف بتوافق روسي ـ أميركي حول آليات للحلّ السياسي، خاصة ما يتعلّق بالمرحلة الانتقالية، فذلك لا يعني توقّف الحوار بين موسكو وواشنطن، بل إن هذا الحوار سيتّسع بدءاً من نهاية الشهر الحالي مع انتهاء الرئيس الأميركي من تعيين إدارته لولايته الثانية، خاصة بعد تسلّم وزيري الخارجية والدفاع لمهامهما في هذه الإدارة.

وعلى هذا الأساس، ترجّح المصادر أن يأخذ الحوار الروسي ـ الأميركي طريقه الجدّي في الأسابيع القليلة المقبلة، ليس فقط حول الأزمة السورية، إنما أيضاً حول كثير من القضايا الدولية والإقليمية، بعد أن أعادت روسيا فرض نفسها كقوة دولية أولى في مواجهة الهيمنة الأميركية، وهذا يعني أن الحلّ للأزمة السورية قد يكون مرتبطاً بحصول توافقات أميركية ـ روسية، حول قضايا إقليمية ودولية أخرى.

لكن سياق الحلّ السياسي اللاحق في سورية مرتبط ـ وفق المصادر ـ بمسألتين أساسيتين:

ـ المسألة الأولى، وهي الأهم، وتتعلّق بالمسار الميداني، الذي ستذهب إليه الأوضاع على الأرض في الشهرين المقبلين، لأنه في ضوء ما يحصل ميدانياً، يمكن أن يتحدّد الإطار السياسي للحلّ، حواراً وحكومة انتقالية وغير ذلك، وتضيف المصادر، أن الدولة السورية أعدّت خطة نوعية لتطهير الأجزاء الأساسية من أرياف دمشق وحلب وإدلب، خلال شهر أو شهر ونصف.

ـ المسألة الثانية: إن سورية وحلفاءها لن يقبلوا تحت أي ظرف من الظروف، القبول بشروط الغرب التي عجز عن تحقيقها بالقتل والعنف، من أن يحققها تحت شعارات معروفة الأهداف، وخاصة إبعاد الرئيس الاسد عن الحلّ.

لذلك تجزم المصادر، أنه كما أسقطت دمشق ومعها حلفاءها الإقليميون والدوليون، محاولات الذهاب إلى الخيار العسكري والعدوان، سيسقطون محاولات إسقاط سورية بالمفاوضات أو الحوار.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024