إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حملة "المستقبل" على غصن تكشف مدى الانخراط في العداء لسورية

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2011-12-30

إقرأ ايضاً


لجأ فريق "14 آذار" في الفترة الأخيرة إلى تصعيد حملته ضد سورية وقوى الأكثرية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وعمد في الأيام الماضية إلى تحريك "أوركسترا" منسّقة ضد وزير الدفاع فايز غصن، على خلفية ما كان أعلنه الأخير من معلومات حول تسلّل عناصر من القاعدة إلى سورية من جهة بلدة عرسال، أي استخدام التضاريس التي تتميز بها المنطقة، لهذا التسلل، خصوصاً أن ضبط الحدود هناك يحتاج إلى كثير من الجهد والعمل والدقّة، نظراً لطبيعة المنطقة.

وقد لوحظ أن "تيار المستقبل" عمد إلى تحريك كل أدواته الإعلامية والسياسية والنيابية لإطلاق أوسع حملة ضد وزير الدفاع وإطلاق الاتهامات والتهديد بمحاسبته، لمجرد أن الوزير غصن كشف عن أن هناك تسللاً لعناصر القاعدة باتجاه سورية من الحدود المتاخمة لبلدة عرسال، بينما حقيقة الواقع والأمور التي بات يعرفها الجميع، أن عمليات تسلل مستمرة تحصل من الحدود اللبنانية إلى سورية لمجموعات مسلحة، سواء كان بعضها ينتمي الى القاعدة أو الى جماعات متطرفة، أو حتى الى تنظيمات حاقدة على سورية ودورها القومي والعروبي في احتضان المقاومة.

وبغض النظر عن المعلومات التي تبلغها مجلس الدفاع الأعلى من الأجهزة الأمنية في الاجتماع الطارئ الذي انعقد صباح أمس في قصر بعبدا، إلا أن مصادر متابعة وعلى اطلاع على كثير من المعلومات حول ما يحصل على الحدود بين لبنان وسورية، تشير إلى الأمور الآتية:

ـ الأمر الأول: أن هناك عمليات تسلل تحصل في أكثر من منطقة لمجموعات مسلحة باتجاه سورية، بما في ذلك تهريب السلاح من جانب "مافيات" وتجار أسلحة، وتقول المصادر، إن المجموعات المسلحة تنتمي إلى أطراف وتنظيمات متعددة بعضها لبناني، وبعضها الآخر يتبع لتنظيمات في سورية، والبعض الثالث ينتمي الى جهات متطرفة، وبين هؤلاء عناصر من جنسيات مختلفة عربية وأفريقية.

ـ الأمر الثاني: أنه إذا كان لبنان لا يشكل ساحة مباشرة لعمل "تنظيم القاعدة"، إلا أن كل المعلومات والتقارير الأمنية تؤكد أن هناك مجموعات تنتمي إلى تنظيمات متطرفة وبعضها يستظل "القاعدة" لكن من دون أن تكون مرتبطة مباشرة بقيادتها، خصوصاً وأن معظم خلايا "القاعدة" لا ترتبط مباشرة بعضها ببعض، وإنما هناك فصل بين هذه المجموعات، وتضيف المصادر أن كل المعطيات والمعلومات تؤكد وجود مثل هذه الخلايا التي تتحرك أحياناً كثيرة ببطء، حتى لا ينكشف أمرها، كما أن "القاعدة" لم تذهب حتى الآن إلى اعتبار الساحة اللبنانية "ساحة مواجهة" لتحقيق ما تسعى إليه من أهداف وتوجهات.

ـ الأمر الثالث، أن هناك مجموعات انتقلت إلى لبنان من العراق في السنوات الأخيرة وبعضها ينتقل أيضاً إلى لبنان عبر المعابر المختلفة، ومنها مطار بيروت تحت عناوين السياحة، وما إلى ذلك، لكنهم يستخدمون الساحة اللبنانية منطقة عبور باتجاه سورية، علماً أن الجميع يدرك أيضاً أن هناك الكثير من البؤر والمناطق التي تشكل مواقع آمنة لهذه المجموعات، وإن كان بعضها يتحرك تحت مسميات غير "القاعدة"، والأمثلة على ذلك كثيرة في أكثر من منطقة لبنانية، سواء في بعض مناطق الشمال أو صيدا أو البقاع الغربي.

ولذلك، فالسؤال الذي لا بد منه، لماذا كل هذه الحملة على ما كشف عنه الوزير غصن، وما هي استهدافات هذه الحملة؟

في تأكيد مصدر وزاري، أن فريق "المستقبل" وحلفاءه متورطون بشكل كبير في أحداث سورية، من خلال تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية وفي الوقت نفسه، الدفع لتوريط الحكومة في العقوبات العربية التي اتخذت ضد سورية، بإيعاز واضح من قبل واشنطن وحلفائها، لذلك يقول المصدر، إن أي موقف أو توجه لا يسمح بتوريط لبنان بأحداث سورية يعتبره فريق "المستقبل" لا يخدم مصالحه ومصالح الحلف الأميركي والغربي لضرب سورية واستقرارها. ولهذا فهو اندفع نحو حملة غير مسبوقة ضد وزير الدفاع، مشيراً إلى أن "المستقبل" وحلفاءه يدفعون في الاتجاه الذي يورط كل اللبنانيين، بدءاً من الحكومة، في حملة العداء ضد سورية، والتدخل في شؤونها وهم بالتالي يعتبرون أن تهريب السلاح والمسلحين يخدم مشروعهم لضرب سورية.

ويخلص المصدر الوزاري إلى التأكيد أن الحلف الأميركي الغربي وإدارته في لبنان والمنطقة العربية، سيسعى لإفشال كل محاولة لإعادة الاستقرار والأمن إلى سورية بما في ذلك المبادرة العربية، وهذا الأمر واضح من الحملة التي يفتعلها هذا الحلف،

بكل أدواته السياسية والأمنية والإعلامية، لتحريف مهمة المراقبين العرب، وبالتالي فهذا التدخل سيتضاعف مع بروز معطيات تؤكد أن سورية تجاوزت المؤامرة التي أعدها المتآمرون عليها لإسقاطها، ونقلها إلى الموقع النقيض لما هي عليه اليوم.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024