إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحلف الغربي يطلق بالتزامن خطة جديدة ضدّ سورية بعد سقوط ما سبقها من سيناريوهات

حسن سلامة - البناء

نسخة للطباعة 2012-12-12

إقرأ ايضاً


تؤكد المعطيات والمعلومات التي تملكها مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع أن المسار السياسي للحل في سورية قد يأخذ طريقه الفعلي نهاية شهر شباط أو في آذار من العام المقبل نتيجة جملة عوامل داخلية سورية، وخارجية لها علاقة بقوة حلفاء دمشق من روسيا إلى الصين وإيران.

ووفق التقارير التي وصلت إلى المصادر الدبلوماسية فإن اجتماعات جنيف التي عقدت في اليومين الماضيين بين خبراء روس وأميركيين، قد تشكّل الخطوة الأولى التي ستنتج التسوية بعد ثلاثة أو أربعة أشهر بحيث تكون القمة الروسية - الأميركية المتوقع انعقادها مطلع العام خطة الطريق الجدّية لهذه التسوية.

لكن المصادر تلاحظ أنه منذ الآن وحتى نضوج هذه التسوية فإن الأوضاع في سورية قد تحمل الكثير من محاولات الحلف الغربي والأميركي لفرض وقائع على الأرض، في سعي من هذا الحلف إلى فرض رؤيته أو بعض شروطه في هذه التسوية، ولذلك تشير المصادر إلى أن الأميركي بشكل خاص، والغرب بشكل عام يعمل في سبيل فرض هذه الوقائع وبالتالي تجميع أكبر قدر ممكن من الأوراق في يده التي تمكّنه من محاولة وضع بعض شروط التسوية، وهو الأمر الذي شهد الوضع السوري بعض مؤشراته في الأسابيع الأخيرة وأبرزها:

ـ لجوء واشنطن إلى الضغط على المعارضة الخارجية في سورية لتشكيل ما يسمى «الائتلاف الوطني المعارض» كبديل عن «مجلس اسطنبول» الذي استنفذ دوره، ولذلك يتم اليوم استكمال حلقات هذا «السيناريو» عبر اعتراف بعض الدول الغربية والخليجية بهذا «الائتلاف المشبوه» وصولاً إلى محاولة تشكيل ما يسمى «قيادة عسكرية واحدة» و»حكومة انتقالية» في الخارج.

ـ مسارعة الحلف الأطلسي للموافقة على طلب حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا لنشر صواريخ «باتريوت» على الحدود مع سورية تحت حجج ومبررات كاذبة والهدف من نشر هذه الصواريخ زيادة الضغوط على سورية وحلفائها، وتقول المصادر الدبلوماسية في هذا السياق، إن أنقرة على معرفة كاملة بأن نشر هذه الصواريخ لرفع معنويات حكومة أردوغان أمام شعبها بعد الاعتراضات الواسعة داخل تركيا على سياسة أردوغان، وتضيف أن أنقرة تدرك أن أي عدوان ضد سورية سيفجّر المنطقة بكاملها وهي لذلك لن تجرؤ على ذلك.

ـ حملة التهويل الأميركية ـ الغربية ضد ما يسمى «السلاح الكيماوي» في سورية، وتقول المصادر إن هذه الحملة هي مجرد تهويل ولن يكون لها أي بعد عملي وذلك في سياق «السيناريو» المتعدد الأوجه الذي جرى وضعه في الفترة الأخيرة من جانب أصحاب المخطط التآمري ضد سورية.

ـ محاولة الضغط من خلال دفع بين 20 و40 ألف مسلح إلى مناطق ريف دمشق في محاولة واضحة لمحاصرة العاصمة وصولاً إلى تسجيل «إنجازات على الأرض» في العاصمة أو محيطها ولذلك جرى قبل أيام محاولة قطع طريق مطار دمشق لكن الجيش السوري أعد خطة مضادة واستطاع القضاء على آلاف المسلحين في ريف دمشق وتطهير العديد من المناطق والقرى التي احتلها المسلحون خصوصاً على طريق مطار دمشق ومدينة دوما والأرياف المحيطة.

وانطلاقاً من المسعى الأميركي ـ الغربي لمحاولة فرض وقائع في سورية تخدم مخططها لضرب سورية تعتقد المصادر أن الأشهر الثلاثة المقبلة قد تشهد مزيداً من «سيناريوهات» التآمر على الرغم من فتح خطوط التواصل المباشر بين واشنطن وموسكو حول الوضع في سورية على غرار اجتماعات جنيف في اليومين الماضيين. وتضيف أن الحلف الغربي سيعمل قبل أي شيء آخر على توسيع دائرة الإجرام والعنف التي تمارسها العصابات المسلحة من خلال تزويد هذه العصابات بأسلحة جديدة بهدف السيطرة على مناطق استراتيجية في سورية بعد أن عجزت هذه العصابات طوال الأشهر الماضية عن تحقيق إنجاز على هذا المستوى، وتوضح المصادر أن كل من واشنطن ولندن وباريس باشرت في الأيام الأخيرة بتزويد المسلحين بأنواع مختلفة من الأسلحة وهو ما أكدته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية حديثاً.

من كل ذلك تشير معطيات المصادر الدبلوماسية أن فترة الأشهر الثلاثة المقبلة ستشهد مزيداً من محاولات الحلف الغربي ـ الخليجي لرفع وتيرة العنف عبر تشجيع المسلحين على ممارسة كل أنواع الأعمال العسكرية والإرهابية سعياً إلى تسجيل إنجازات. لكن المصادر تؤكد أن الجيش السوري قادر على ضرب أي محاولة من جانب العصابات المسلحة لدخول بعض المناطق الاستراتيجية كما أن الدولة السورية لا تزال قوية وقادرة على إسقاط كل الضغوط رغم الصعوبات.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024