إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

النشء الصهيوني يتذرع بدراسة التوراة للهروب من الخدمة في الجيش

محمد خليفة

نسخة للطباعة 2007-09-03

إقرأ ايضاً


كشفت إدارة الموارد البشرية بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن أكثر من 50 ألف شاب إسرائيلي حصلوا على إعفاء تام من الخدمة العسكرية ، استناداً إلى إحدى الفقرات بقانون /تال/ الذي يسمح لرجال الدين بتأجيل الخدمة بالجيش مقابل دراسة التوراة . وأوضحت تلك الإدارة أن هذه الأرقام الفلكية تشهد زيادة سنوية مستشهدة في هذا الصدد بأنه قبل خمسة عشر عاماً فقط كان عدد الذين حصلوا على إعفاء من الخدمة يشكلون نسبة خمسة في المئة فقط ممن وصلوا إلى سن التجنيد . والواقع أن إسرائيل دولة دينية يرأسها حاخام وإن كانت قد اتخذت شكل ديمقراطية مزيفة ، فهي قد قامت على أساس أسطورة تقول ، إن فلسطين مهد الشعب اليهودي ، وإن حق هذا الشعب فيها هو حق قديم وجديد ، ومنذ نشأتها المشؤومة عام 1948 كان التوراة دستورها الذي تسير على هديه . فقد تم تطبيق نصوصه ولاسيما ما يتعلق بأسفار تثنية الاشتراع وسفر يوشع وسفر الملوك الأول وسفر الملوك الثاني بحذافيرها . فالقوانين الموجودة في هذه الدولة مستمدة من تثنية الاشتراع ، كما أن الإبادة الجماعية التي ارتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم قائمة على أساس الإبادة الجماعية التي نفذها يوشع بن نون بحق الكنعانيين سكان فلسطين القدماء عندما دخل ببني إسرائيل إلى فلسطين . كما أن مطامع إسرائيل بالأرض العربية مستمدة من مملكة إسرائيل القديمة التي بناها الملك داؤد ، ووصلت في عهد خلفه الملك سليمان إلى حدود واسعة في سوريا ومصر ، وحتى اليمن في الجزيرة العربية. ولأن التوراة هو محور ارتكاز الدولة الصهيونية ، فقد تم إنشاء المدارس لتدريس النشء الصهيوني هذا الكتاب لكي يسير البناء المادي في هذه الدولة بالتوازي مع البناء الروحي المفعم بالتقوقع على الذات وكره الآخر واعتباره كائناً لا يستحق الحياة "الغوييم" . وتم إعفاء الشباب الذين ينتسبون إلى مدارس الحقد تلك من الخدمة العسكرية حتى يتفرغوا بالكامل للنشاط الشيطاني . وقد تخرج عشرات الآلاف من الشباب الصهاينة من هذه المدارس وانتسبوا إلى الأحزاب الدينية التي توجه ، بشكل دائم ، بوصلة قادة الصهاينة نحو الأهداف النهائية للمشروع الصهيوني . وكانت هذه الأحزاب تسوّغ لهؤلاء القادة جرائمهم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعوب العربية المجاورة لفلسطين ، لأن هذه الجرائم في يقينهم هي مفتاح الوعد الإلهي المزعوم لهم بإعطائهم "أرض إسرائيل" . وقد علا الصهاينة وتجبّروا في الأرض ، وظنوا في أنفسهم أنهم قوة لا تُقهر ، لأنهم حسب زعمهم ، ينفذون وصايا إلههم "يهوه" . لكن مشيئة الله تعالى كانت لهم بالمرصاد ، فظهرت حركة مقاومة إسلامية في لبنان ، واستطاعت هذه المقاومة المؤمنة بعدالة قضيتها والمؤمنة بتأييد الله لها ، أن تذلَّ الصهاينة ، وأن تذيقهم كأس الهزيمة ، بعد أن اعتدوا على لبنان عام 2006 ، وظنّوا أنهم سيحتلون هذا البلد العربي من دون عناء . وبعد تلك الهزيمة المدويّة ، فقدت إسرائيل صوابها ، وتحطّمت معنويات الجيش الصهيوني ، وأصبح السؤال السائد بين الصهاينة هو ، ماذا بعد هذه الهزيمة ، وإلى أين تسير دولة إسرائيل ؟. ولأن لهذا السؤال إجابة واحدة يعرفها الصهاينة قبل غيرهم ، وهي أن إسرائيل تسير نحو الزوال ، فقد انكفأ المشروع الصهيوني ، وبدأت هجرة كثيفة معاكسة ، أي من إسرائيل إلى المواطن الأصلية لهؤلاء الصهاينة . كما أن الشباب الصهيوني بدأ يتهرب من الخدمة العسكرية لإيمانه بأنه يقاتل بلا قضية ، وأن الجيش الذي قيل إنه لا يُقهر ، قد قُهر على أيدي ثلّة قليلة من المجاهدين . ووجد هذا الشباب في قانون /تال/ السالف الذكر ضالته ، فانتسب إلى المدارس الدينية كوسيلة للهروب من الخدمة العسكرية ، حتى أصبح في هذه المدارس خمسين ألف دارس صهيوني . وهذا الرقم هو كبير جداً في دولة لا يتعدى سكانها عن خمسة ملايين مستوطن يهودي . وعلى الأرجح أن القيادة الصهيونية تعلم أن قانون /تال/ هو ملاذ الكارهين للخدمة في جيش الاحتلال . لكن هذه القيادة لا تستطيع تغيير هذا القانون ولا تعطيل تنفيذه ، لأن الأمر هو بيد الحاخام الأكبر رئيس إسرائيل ، وهذا الحاخام قائم على موقفه المؤيد للقانون .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024