إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

درع صاروخي أمريكي في النقب

محمد خليفة

نسخة للطباعة 2008-11-09

إقرأ ايضاً


وقّعت الولايات المتحدة وإسرائيل في شهر أغسطس 2008 على اتفاقية لإقامة نظام درع صاروخي أمريكي في صحراء النقب ، وذلك في بداية العام 2009 ، من أجل اكتشاف الصواريخ البالستية مبكراً ومن ثم تدميرها .

ويُعدّ هذا الدرع جزءاً من منظومة شاملة تنوي الولايات المتحدة إقامتها في مناطق معيّنة من العالم بهدف تحقيق التفوّق العسكري الأمريكي على الدول الكبرى الأخرى . وسبق أن قررت الولايات المتحدة إقامة نظام درع صاروخي في تشيخيا وبولندا واليابان ، ولديها درع صاروخي في آلاسكا في القطب الشمالي . ومن المعتقد أن تقيم درعاً آخر في شبه جزيرة الهند الصينية ربما في تايلند أو كمبوديا . كما قد تقيم درعاً في استراليا وآخر في أمريكا اللاتينية . وبهذا تكون منظومة الدرع الصاورخي قد شملت العالم أجمع ، وبات بإمكانها تدمير الصواريخ المعادية من أية جهة أتت أو لأي هدف اتجهت . ويقوم الدرع الصاروخي على أساس إنشاء محطة رادار أرضية تكون مربوطة بقمر صناعي موجود في الفضاء ، وعندما ينطلق الصاروخ العابر من دولة معادية تجاه أي هدف أمريكي سواء أكان في الولايات المتحدة أم في مختلف أنحاء العالم ، فإن القمر الصناعي يرسل إشارة إلى المحطة الأرضية ، وتقوم المحطة الأرضية بتنبيه محطة إطلاق الصواريخ المضادة فينطلق منها صاروخ بهدف تدمير الصاروخ العابر في الفضاء وقبل وصوله إلى هدفه على الأرض .

وبالتالي ، فإن نظام الدرع الصاروخي لا يستطيع رصد الصواريخ العادية أي الغير بالستية . فهذه الصواريخ تسقط على أهدافها من دون أي اعتراض ، أما لماذا لا يستطيع الدرع الصاروخي تدمير هذه الصواريخ ، فذلك لأنها تكون ذات مدى قصير وتصل إلى هدفها في ثوان قليلة بعكس الصاروخ البالستي . فإنه غالباً ما يكون ذا مدى طويل ، وهو يتجه أولاً إلى الفضاء الخارجي ومن ثم يعود ليضرب الهدف الموجّه إليه في الأرض . وبالتالي فإنه قد يستغرق عدّة دقائق أو ساعات ليصل إلى هدفه مما يفسح المجال أمام أجهزة الرصد في السماء والأرض لتلتقط إحداثياته ، ومن ثم تدميره في الفضاء .

والواقع أن الدرع الصاروخي الأمريكي موجّه ، بالدرجة الأولى ضد روسيا والصين وبهدف تحجيم قوة هاتين الدولتين . لكن من الواضح أن هذا الدرع لن يحقق للولايات المتحدة ما تصبو إليه ، لأن هناك ثغرات كبيرة قد تؤدي إلى إفشال عمل هذا الدرع . وأول هذه الثغرات هي ، أن الدول المستهدفة وهي "روسيا والصين" لديها القدرة التكنولوجية الكاملة على تعطيل عمل الدرع .

فلدى روسيا صاروخ مزوّد برأس نووي يستطيع الطيران من دون الجسم ، أي في حال تم تدمير جسم هذا الصاروخ ، فإن الرأس سيتابع طريقه إلى هدفه ، وسيكون هذا الرأس قد تجاوز الدرع الصاروخية ودمّر هدفه على الأرض . وأيضاً تملك روسيا والصين مدافع ليزر قادرة على التشويش على عمل الأقمار الصناعية في الفضاء ، وإذا عجزت هذه الأقمار عن إرسال المعلومات إلى المحطة الأرضية ، فإن الدرع الصاروخي لن يعمل . وتملك روسيا والصين صواريخ مضادة للأقمار الصناعية ، كما لديهما القدرة على تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية بواسطة الأقمار الصناعية المزوّدة بتقنية الليزر الفتّاك . ولا شك أن الحرب المقبلة ، في حال حدوثها ، فإنها ستكون حرباً فضائية بامتياز ، حيث إن الدول المتحاربة ستركّز جهودها على تدمير الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية لبعضها البعض من أجل منع التصوير والرصد الفضائي .

وبالتالي منع عمل منظومات الصواريخ العابرة ومنظومات الصواريخ المضادة للصواريخ وتعطيل أجهزة الإشارة وتحديد المواقع .

وقطعاً، فإن الدولة التي ستتمكن من تدمير الأقمار الصناعية للدولة الخصم ، فإنها هي التي ستفوز في تلك الحرب .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024