إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إسرائيل وتهديد غزة

محمد خليفة

نسخة للطباعة 2007-09-10

إقرأ ايضاً


تتجمع في الأفق نذر تهديد إسرائيلي باجتياح غزة وقد صرّح أكثر من مسؤول صهيوني بأن إسرائيل لا يمكنها أن تصبر على غزة ولا يمكنها أن تقبل بوجود مقاومة ضدها هناك . وهذا يعني أن القيادة الصهيونية تخطط لجولة من العدوان وهي تنتظر الوقت المناسب للقيام بعمل عسكري واسع لإجهاض ما تسميها /البنية المتعاظمة لحماس في القطاع/ ويساعد إسرائيل في هذا التوجه واقع دولي عربي لا يعترف بحركات المقاومة ولا يريد أن يرى رجلاً أو منظمة ترفع السلاح وتقاتل لاستعادة الحقوق المغتصبة فالمطلوب من البشر اليوم الانخراط في العولمة والاندفاع إلى الاستهلاك والمتعة وترك القضايا الوطنية والدينية لأنها أصبحت من زمن سابق .

وانطلاقاً من هذا التوجه لم تعد إسرائيل معتدية ولم يعد الجهاد ضدها فضيلة ، بل إن الخير كله هو في إقامة علاقات معها وبما يخدم العولمة والانفتاح الاقتصادي . لذلك تتضافر جهود العولميين في الشرق والغرب لمحاصرة حماس وخنقها مع الفلسطينيين الموجودين في قطاع غزة لأنها ترفض الاعتراف بشرعية اغتصاب فلسطين من قبل اليهود وترفع السلاح في وجه المغتصبين حتى يعيدوا الحقوق إلى أهلها المشردين حالياً في كل بقاع الدنيا . ومنذ وصولها إلى السلطة في الضفة الغربية وغزة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في بداية عام 2006 .

حيكت ضد حماس المؤامرات واستطاع العولميون إفشال خططها في الحكم ونجحوا في شق الصف الفلسطيني إلى أن وصلت الحال إلى انفصال غزة عن الضفة بعدما سيطرت حماس عليها وأصبحت هناك حكومتان في الأراضي الفلسطينية ، واحدة في الضفة وتمثل ما يسمى جناح الاعتدال الفلسطيني ويرأسها سلام فياض ، وأخرى في غزة وهي حكومة حماس المنبثقة من إرادة الشعب الفلسطيني .

وقد ظلت إسرائيل تراقب صعود حماس في غزة وتستشعر الخطر مع كل صاروخ فلسطيني ينطلق من القطاع تجاه مستوطناتها في النقب المجاور . ومع تجربتها المريرة في لبنان واللوم الذي ألقاه قادتها على بعضهم في أعقاب فشل عدوان يوليو عام 2006 من منطلق أنهم تأخروا في التعامل مع حزب الله ولم ينتبهوا إلى قوته المتعاظمة في جنوب لبنان ، فإن القيادة الإسرائيلية الحالية أصبحت تعتقد بضرورة التعامل مع ما تسميه /خطر حماس في غزة/ قبل فوات الأوان ولكي لا يتكرر ما حدث في لبنان .

لكن إسرائيل سبق لها الفشل في قطاع غزة أيضاً فهي وأثناء احتلالها له كانت عاجزة عن الدخول إلى مدينة غزة وكانت عاجزة عن وقف تدفق السلاح إلى المقاومة هناك . والآن وبعد أن أصبح القطاع كله بين المقاومة فإن قلق إسرائيل أصبح مضاعفاً . وهذا القلق يدفع القادة الصهاينة إلى ما يرون أنه لا بد منه وهو اجتياح القطاع من جديد بهدف القضاء على المقاومة من جذورها .

وقد خطا هؤلاء خطوات متتالية في هذا الاتجاه فهم يجمعون آلتهم الحربية على حدود القطاع ويشددون الحصار على الشعب الفلسطيني الموجود فيه . وينتظرون اللحظة التي يرونها مناسبة للانقضاض .

وحتماً فإنهم يجهلون تماماً ماذا أعدت لهم المقاومة الفلسطينية من مفاجآت . وكما فوجئ الجيش الصهيوني أمام المقاومة اللبنانية فإن هذا الجيش سيفاجأ بشكل مؤكد أمام المقاومة الفلسطينية إذا قرر اجتياح غزة وهو سيتعرض لهزيمة أشد من الهزيمة التي تعرض لها في لبنان وعن ذلك سيتحطم غرور الصهاينة وسينتقلون من طور الهجوم إلى طور الدفاع وسوف تنكمش قوتهم وسيتقهقرون شيئاً فشيئاً حتى يخرجوا من أرض فلسطين مخذولين مدحورين لتعود هذه الأرض إلى أصحابها الشرعيين ويعود الحق إلى أهله .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024