إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل يستحق يهود ليبيا أي تعويض ؟

محمد خليفة

نسخة للطباعة 2008-10-20

إقرأ ايضاً


قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ، إن المنظمة العالمية ليهود ليبيا تعتزم مطالبة ليبيا بالحصول على تعويضات مالية من المبلغ المالي الذي ستحصل عليه بلادها من إيطاليا تعويضاً عن الحقبة الاستعمارية التي قضتها ليبيا في قبضة المستعمر الإيطالي . وقالت هذه المنظمة ، إن يهود ليبيا عانوا بنفس الدرجة من تداعيات وعواقب الحقبة الاستعمارية التي مرّت بها ليبيا . ويُذكر أن يهود ليبيا هاجروا إلى إسرائيل عند قيامها عام 1948 ، وكانت إيطاليا قد قررت منح ليبيا تعويضاً عن فترة استعمارها في النصف الأول من القرن العشرين . وهذا التعويض لن يكون على شكل مبالغ نقدية ، بل هو عبارة عن استثمارات إيطالية في ليبيا على مدى خمسة وعشرين عاماً ، وهذا هو الفرق بين القوي والضعيف . فليبيا الضعيفة اضطرت إلى دفع مبلغ نقدي قدره (4) مليار دولار تعويضاً عن ما يسمى تفجير طائرة بان أمريكان فوق بلدة لوكربي عام 1989 ، وهذا المبلغ ضخم للغاية كتعويض عن ضحايا طائرة لا يتعدى عددهم 200 راكباً أمريكياً ، بالإضافة إلى أن الفاعل لهذه الحادثة الأليمة ما زال مجهولاً ، وقد تم اتهام ليبيا فيها ظلماً من قِبل الولايات المتحدة وبريطانيا . وعلى كل حال ، فقد تحمّلت ليبيا عبء هذه الحادثة لتنجو بنفسها من العقوبات الدولية الظالمة التي استمرت عليها نحو 13 عاماً . وفي خطوة مدروسة من قِبل الغرب الذي يعمل بالتنسيق مع بعضه ، أعلنت إيطاليا أنها ستدفع تعويضات إلى ليبيا عن فترة استعمارها إياها . والواقع أن هذا الإعلان الإيطالي جاء للتنفيس من الحقد العربي على الغرب بسبب معاييره المزدوجة . وفي نفس الوقت ، جاء مقدمة لدفع العرب إلى فتح باب التعويض لليهود العرب في إسرائيل ، ذلك أنه ما كادت إيطاليا تنهي كلامها حول تعويضها لليبيا حتى أصدرت منظمة أسمت نفسها المنظمة العالمية ليهود ليبيا بياناً تطالب فيه بحصّة من هذا التعويض . ولا أحد يعلم أين هو مقر هذه المنظمة أو كيف اكتسبت صفة العالمية ، مع أن اليهود التي تدّعي أنها تمثّلهم موجودون في الكيان الصهيوني فقط ويحملون الجنسية الإسرائيلية وهم غير موزّعين في أقطار الأرض لكي تكون هناك منظمة عالمية تمثّلهم ، وهذه المنظمة ليست أكثر من دكّان صحفي في إسرائيل . لكن لا شك أن اليهود مولعون بالأشياء العالمية بدءاً من الثورة العالمية إلى الاشتراكية الدولية وصولاً إلى الرأسمالية العالمية . فكل شيء عالمي لليهود فيه نصيباً كبيراً ، ومن يستطيع أن ينكر أن منظمة الأمم المتحدة هي التي أوجدت إسرائيل وهي التي تحميها بشكل مستمر من خلال مجلس الأمن التابع لها . ولنعد إلى موضوعنا الأساسي ونتساءل ، هل يحق ليهود ليبيا أن يتقاسموا مع الشعب الليبي التعويضات الإيطالية ؟. الواقع أنه لا يحق لهؤلاء اليهود أن يأخذوا شيئاً من هذه التعويضات لأنهم لم يكونوا في السابق جزءاً من الشعب العربي الليبي ، بل كانوا عبارة عن جالية منعزلة تعيش على الأرض الليبية ، وهم الآن موجودون في إسرائيل ومن مستوطنيها ، وإذا أراد هؤلاء أن يحصلوا على تعويض من إيطايا ، فعليهم أن يخاطبوا الدولة الإيطالية مباشرة على أساس أنهم إسرائيليون يستحقون التعويض من إيطاليا وليس على أساس أنهم مواطنون ليبيون . ولعل ما يُخشى منه هو أن تقبل إيطاليا طلب هؤلاء اليهود ، وتسارع إلى إعطائهم جزءاً من تعويضاتها إلى ليبيا لا لإقتناعها بأن هؤلاء جديرون بالتعويض ، بل لتفتح باب التعويض من الدول العربية لليهود العرب في إسرائيل . ومن الواجب أن تنتبه الجهات المعنية إلى هذا المخطط وأن ترفض التعويض الإيطالي إذا ذهب قسم منه إلى يهود إسرائيل .




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024